كعادتها الدائمة فى عدم الحياد والانحياز السافر على طول الخط للكيان الصهيونى المستعمر، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض «الفيتو» لإجهاض مشروع القرار الذى حاولت دولة الكويت الشقيقة تقديمه لمجلس الأمن، الذى يقضى بأحقية الشعب الفلسطينى «البطل» فى الدفاع عن نفسه، وإدانة استخدام الكيان الصهيونى للقوة المفرطة فى قطاع غزة، التى أسفرت عن استشهاد وإصابة عدد كبير من المدنيين العزل، الذين يتظاهرون سلميًا للحصول على حقوقهم المشروعة، حيث تم تأجيل مشروع القرار إلى أجل غير مسمى.
وبهذا عزيزى القارئ تثبت الولايات المتحدة الأمريكية للمرة المليون أنها لا يمكن أن تكون أبدًا راعيًا محايدًا أو مؤتمنًا لأى عملية سلام مرتقبة بين الجانب الفلسطينى الشقيق، والكيان الصهيونى المستعمر.
ومن وجهة نظرى أن هذه السياسة الخرقاء المتكررة على الدوام من الجانب الأمريكى تجاه هذا الملف الحيوى ليس من المنتظر أن يحدث فيها أى تغيير على المدى القريب على أقل تقدير، لأن المفاصل الرئيسية للاقتصاد والإعلام ودوائر صنع القرار هناك، لا يزال يسيطر عليها كلية اللوبى المنحاز للكيان الصهيونى، وهو ما يتطلب منا كعرب أن نبحث جديًا عن حلول حقيقية لهذه المعضلة بعيدًا عن وهم «الحياد الأمريكى»، لأنه يماثل المستحيلات الثلاثة: الغول، والعنقاء، والخل الوفى الذين انقرضوا وأصبح لا وجود لهم.