كيف يمكن لهذا الشعب أن يشعر بأنه بحق هو المسئول عن الحفاظ على بلده وممتلكاته ويشارك فى تنميته؟
سؤال وجهه لى صديق معنى مثلنا جميعا بهموم الوطن فأجبت مما خرج عن الإحصائيات العالمية التى أخبرتنا أن الشعب المصرى فى ذيل قائمة الشعوب الأسعد عالمياً ويخبرنا علماء الطب النفسى أإن السعادة وليدة الثقة، ولذلك ذهبوا أن خلل ميزان الثقة بين المواطن المصرى وبيئته لعقود هو سبب فقدانه السعادة وهو مصدر الخلل وأصل الداء وسبب سوء أدائه تجاه كل ما هو عام فى مصر وكأنه لا يخصه وكأنه غريب عن بلده أو كأن بلده غريبة عنه؛ على العكس من "الكمتى" القديم الذى كان يحافظ على "كمة" ويحرص عليها حرصه على أبنائه؛ فالمصرى الحديث ليس فقط يتهرب من واجباته بل وقد يكون فاسداً مخرباً لبلده تجد ذلك فيما يخص الملكيات العامة فيستحل نهبها ما تيسر له ذلك وقد يكون النهب عينى أو فى صورة إهمال فى العمل اذا كان من الموظفين العموميين او تهرب ضريبى اذا كان له عمله الخاص!
شعور غريب هو شعور الاغتراب داخل الوطن ! داءٌ عضال ألا يشعر الإنسان أنه المالك لوطنه فيحافظ عليه ! ولحاجة الإنسان للشعور بالانتماء لشىء ما فى حياته يروحُ يبحث عن الانتماء فى مكانٍ آخر أو لمكان آخر، وربما وجد البعض هذا الانتماء المفقود فى الجوامع عند الشيوخ أو الجماعات اياها ، فاستُلِبَت ارادته ووطنيته و تحول كل همه الى الدفاع عن انتمائه الدينى عوضاً عن الوطن واختلق حرباً من نسج خياله مع الآخر وأصبح بطريقةٍ أو بأخرى معادٍ لكل ما ينتمى للدولة التى تفانوا فى تكفيرها وتبغيضها عند ابنائها وساعدهم على ذلك مسئولون انتهجوا الفساد واستباحوا ثروات البلاد وعرق الأجيال ! هى بحق قضية مهمة يجب العمل عليها، وربما قد بدأ العمل بالفعل على بعض محاورها، والحقيقة أن مسئولية هذا تقع على الدولة فى المقام الأول والتى عليها أن تبدأ فوراً لإيجاد الحل فقضية الانتماء هى نتيجة قبل أن تكون سببا ولذلك عليها كبداية :
١- العمل على تعميق الانتماء بترسيخ فكرة المواطنة
٢- عدم التقاعس عن محاربة الفساد والفسدة
٣-التوعية المستمرة بعظم مسؤولية الفرد وأهمية وعظم مشاركته فى كل مناحى الحياة العامة
٤- توزيع الأدوار
٥- مشاركة العوائد
٦- احترام الإنسان كرامته وآدميته
٧- العدالة وتطبيق القانون على الجميع
* أستاذ بطب قصر العينى