منذ نحو عام تزاحم الناس فى ليلة الاحتفال بمولد السيدة زينب حول رجل به شبه كبير فى الهيئة بالشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى الذى توفى منذ عشرين عاما، وراحوا يقبلونه على رأسه وعلى كتفه، بينما تقمص الرجل الحالة وراح يحدث الناس فى أمور دينهم ويلقى عليهم قصيدة صوفية، وهو ما تكرر مرة أخرى منذ أيام قليلة.
بينما كان محسن المنسى شبيه السادات، قد أغرق فى تقمص الشخصية فترة طويلة، وراح يظهر للناس فى كل مكان وفى كل حدث يرتدى ملابس كان الرئيس محمد أنور السادات يرتديها ويمسك فى يده عصا و"بايب" ويتحدث بطريقة السادات المميزة، وراح الناس يلتقطون معه الصور ويتحدثون معه حول الأمور العامة.
وبعد تألق النجم محمد صلاح هذا العام ظهر شبيهه الشاب أحمد بهاء، وراح الناس يلتقطون معه الصور، وراح هو لا يضيع الفرصة وظهر فى المناسبات العامة خاصة مباريات محمد صلاح وغيرها من المناسبات الرياضية.
هذه أمثلة شهيرة لما نريد قوله فى مسألة حب الشبيه، وبالطبع فالأمر له شقان، الأول يتعلق بالشبيه، الذى يظن نفسه وقد تقمص الأصل فراح يؤدى على طريقته متناسيا أنه "شخص آخر" ولعل نموذج محسن المنسى شبيه السادات الذى راح يتجاوز لدى الناس فكرة "اللقطة" ليدخل معهم فى "ثقل الدم" وفرض النفس، حتى تحول "الإعجاب" إلى نوع من "الاستخفاف" الظاهر.
ربما علماء النفس يستطيعون تقديم إجابات شافية عن التفاعلات التى تصيب هذه الشخصيات عندما ينظرون إلى المرآة ثم يجدون الشبه الكبير الذى يجمعهم بآخرين "متحققين" فى العالم الواقعى، هل يحدث شىء ما داخل النفس الإنسانية قد يصل إلى مرحلة الفصام فى الحالات الحرجة ؟
وبالطبع لا نزال فى حاجة قوية إلى علماء النفس والباحثين لكشف الشق الآخر من الظاهرة المتعلق بهؤلاء الناس، والإجابة عن عدد من الأسئلة منها: هل يحدث فى عقلهم الباطن نوع من الخلط بين الشخصية الحقيقية والشبيه؟ هل ينسون فى لحظة معينة أن "الأصل" لا يتكرر ويأملون فى استعادة الظروف والسياقات التى كانت فيها الشخصية الأصلية؟ هل الأمر مجرد احتفال والسلام؟
المهم أن ظاهرة الشبيه صارت ظاهرة لا يستنكرها المجتمع المصرى، بل يتقبلها بين الضحك والاهتمام وهى أمر خطير لأن فيها خلط كبير بين الجد والهزل.. نسأل الله السلامة.