فى كلمته فى الاحتفال بكلية العلوم جامعة القاهرة قال الدكتور محمد عثمان الخشت: إن كلية العلوم هى سبب تقدم الجامعة فى الترتيب العالمى للجامعات، مؤكدًا أنه كرئيس للجامعة يوفر كل سبل الرعاية لهذه الكلية العريقة صاحبة اليد العليا فى تطور أى مجتمع، وفى الحقيقة فقد سعدت كثيرا بما قاله الدكتور «عثمان الخشت»، الذى يسير بخطى ثابتة فى تطوير جامعة القاهرة وتحديثها جنبًا إلى جنب مع تجنيدها فى خدمة المجتمع فكريا وعمليا، وهى سياسة أراها صالحة للتنفيذ فى كل جامعاتنا، فمن المهم أن تتطور الجامعات، وأن تحدث من برامجها، ومن المهم أيضًا أن تشترك فى التفاعل مع المجتمع باعتبارها راعية للتطور وقائدة للنهضة.
كانت جامعة القاهرة منذ بدايتها الحارثة الأولى للنهضة العلمية والأدبية فى مصر، يشهد على هذا نبوغ مصطفى مشرفة، وعبقرية سميرة موسى، وغيرهما من العلماء الذين أصبحوا مشاعل فى طريق من نور، ولا أتخيل أن تقوم لمصر قائمة بدون هذا الوعى العلمى أو بدون الوعى بأهمية العلم فى حياة البشر، وقد كشف تصنيف «كيو إس QS» الدولى للجامعات فى تقريره الأخير عن تقدم جامعة القاهرة، حيث ظهرت كجامعة مصرية وحيدة ضمن الجامعات المصنفة فى الخمسة موضوعات العلمية العامة، حيث صنفت جامعة القاهرة فى علوم الحياة والطب بترتيب عالمى 239 وجاءت جامعتى الإسكندرية وعين شمس فى الترتيب من 401 إلى 500، وفى الهندسة والتكنولوجيا حصلت جامعة القاهرة على ترتيب 231 تلاها فى الترتيب جامعات الإسكندرية «318» وعين شمس «392»، بينما جاءت الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى الترتيب ما بين «451-500» أما فى الموضوعات الفرعية، فكانت جامعة القاهرة الوحيدة بمصر المصنفة فى عدد 16 موضوعًا فرعيًا بهذا العام وبرزت جامعة القاهرة عالميا فى موضوعات العمارة والصيدلة، حيث صنفت فى الفئة من 101 إلى 150 يليهم الهندسة المدنية من 151 إلى 200 واحتلت جامعة القاهرة المكانة الأولى عربيًا فى معيار «السمعة الأكاديمية» والثانية فى معيار «التوظيف».
تلك التصنيفات العلمية المرموقة، التى نطمع بالطبع فى تقدمها فيها أكثر وأكثر هو ما يجب أن نلتفت إليه، وهو ما يجب أن ندعمه، ونكرس له كل مجهوداتنا، فالعلم هو الكفيل بتحقيق الاستقلال الوطنى، وهو الذراع الحامية الأولى من كل الشرور، التى تحدق بنا، وبدونه نتحول إلى أمة من هشيم، فتحية لجامعة القاهرة ورئيسها على هذا المجهود المشرف، وغاية أملنا أن تتحول تلك قبة جامعة القاهرة العريقة إلى شمس ساطعة ترشدنا فى يومنا وتنير لنا مستقبلنا.