فى ظل حاله التسيب، والتطاول، والتباهى، بالسلوكيات السيئة التى طرأت على المجتمع المصرى بعد ثورة يناير 2011،عاد للأسف ظاهرة (عبدة الشيطان) لتطل برأسها علنا على المجتمع من جديد، بعد أن شغلت الرأى العام لشهور فى عام 1997 نظرا للاتهامات التى طالت فى ذلك الوقت نحو 90 شاباً وفتاه تراوحت أعمارهم بين 16 و 25 عاماً، معظمهم من خريجي المدارس الأجنبية، وينتمون لعائلات ثرية.
وعلى الرغم من انتشار الظاهرة منذ شهور داخل المناطق الراقية فى القاهرة والمحافظات خلال الشهور الاخيرة، وعودة ظهور شباب بأشكال وملابس غريبه، وتردد انباء عن اماكن لتجمعاتهم وممارسة طقوسهم من جديد، إلا أن الامر ظل بعيدا عن العلانية، الى أن بدأوا فى الظهور العلنى وبشكل كثيف خلال الفترات للاخيره من خلال عدد من حفلات لموسيقي الميتال قاموا بتنظيمها بالتعاون مع عدد من المراكز الثقافية، وظهرت يشكل وأضح حينما اعلنت نقابة الموسيقيين أن الامن استجاب لطلبها وقام بإلغاء حفلتين لموسيقى الميتال كان من المفترض أن ينظمهما هؤلاء الشباب في ملهي ليلي وفندق بمنطقتى المهندسن وسط البلد القاهرة، بعد ان انتشروا بشكل كثيف وهم يرتدون ملابسهم السوداء التى تحمل(النجمة الخماسية)التى يقدسونها، مما لفت انظار الجميع.
وللأسف الشديد، وحتى ندرك حجم الخطر المسكوت عليه والذى يتعرض له الشباب، فان كل الشواهد تؤكد فكره عبادة الشيطان، مجرد تقليد اعمى، يقوم بها مجموعة من الشباب المنحرف من ابناء الطبقات المرفهه الذين لا رقابه عليهم، يقومون جميعا بتحقير الأديان ورجال الدين وإظهارهم بمظهر الشواذ، وتبنى افكار هدامة غريبة تحت مسمى الحرية، ويعتبرون كتاب (الشيطان) تأليف الأمريكي اليهودي (أنطوني ليفي) كتابهم الديني الاول.
ولعل أخطر ما فى الأمر تلك المعلومات تؤكد تجمع هؤلاء الشباب داخل عدد من الفيلات النائية بمنطقة المريوطية بالهرم وطريق مصر اسكندرية الصحراوى، فى شكل مجموعات ترتدى ثياب سوداء، وإكسسوارات غريبة، يتم بيعها فى محلات متخصص بالمهندسين باسعار باهظة، حيث يعتقدون إن هذه الثياب تمدهم بالقوة التى يستطيعون بها مواجة الحياة،والهرب من النور، مما يخول للإنسان أن يفعل أى شئ دون أن يراه أو يدركه أحد، من منطلق أن الضعفاء فقط هم من يحتاجون إلى النور، أما الأقوياء الذين يساندهم الشيطان لا يحتاجون إليه.
حيث يتجمعون فى الظلام، وهم يرتدون الملابس السوداء والإكسسوارات المفزعة، ويبداون فى ترديد صرخات مدوية على أنغام موسيقى مرتجله، يعقبها حركات هيستيريه عنيفه يتناطحون خلالها برؤوسهم، فى حركة يطلقون عليها (البنجرة) اعتقادا منهم ان آلامهم تسعد الشيطان، ثم يقوم كل شاب وفتاه بالانزواء بمفرديهما ويقوم كل منهما بإحداث قطع فى يد الآخر بأسنانه، ويبدأ فى مص دم الآخر بعنف، ثم يقومون وآثار الدم تلوث ايديهم وأفواههم وينخرطوا مره اخرى مع المجموعة فى عملية البنجرة.
وما هى الا دقائق حتى يبدأ الجميع فى العبادة الفعلية للشيطان، حيث يجلس الجميع على الأرض، وسط خضوع كامل للغناء على موسيقى الميتال الصاخبة، المصحوبة بكلمات بالإنجليزية تسب الإسلام والمسيحية والكتب السماوية، وتفختر بالشيطان انه الوحيد الذى عصا الله ولم يستطع عقابه، وأنه استطاع إثبات شخصيته الله، وانه كفيل أن يعطيهم المال والجاه.
ولعل اخطر أغرب ما فى معتقدات عبدة الشيطان، هو اقبالهم على تقبيل الأشياء المنفرة والنجسه بصورة شرهه، ولذلك فإنهم يقومون بتقبيل الملابس الداخلية لبعضهم البعض بطريقة مقذذه، كما يعتبرون شعارهم الاول (أطلق العنان لأهوائك والانغماس في اللذات، وإتباع الشيطان لانه يأمرك بما يؤكد ذاتك) ولذلك فهم يتجمعون بأعداد كبيرة، فى اماكن غريبة بعيدة عن العيون، ويستمعون الى الموسيقى الصاخبة، ويمارسون الفحشاء، ويتعاطون المخدرات، وتمتد طقوسهم الى حد (نبش القبور) حيث يذهبون نهاراً إلى المقابر، خاصة مقابر الكومنولث بمصر الجديدة، ويقومون بالنبش فيها، والبحث بداخلها عن جثث الموتى ليتراقصوا حولها.
كما يقوم هؤلاء الشباب بذبح القطط، على اعتبار انها من الشيطان، ولذلك فهم يشربون من دمائها ويلطخون أجسادهم ووجوههم منها، ويذهبون إلى الصحراء ليعيشوا فيها أياما فى الظلام، وعندما يلطخون اجسادهم بالدماء يقومون بإشعال النيران وسط حلقة مستديرة في وسطها نجمة خماسية، بعد شرب المخدرات بشراهه، ثم يشعلون عدد من الشموع السوداء من مضاعفات الرقم 6، ويخلعون شباب وفتيات الجزء الأعلى من ملابسهم، ويبدأ الكاهن في ترتيل عبارات تسمى(المفاتيح السبعة) يتم بها استحضار الشيطان أو أحد معاونيه
وعندما يبدأ ظهور تأثير المخدرات علي الموجودين، يأمرهم الكاهن بان يشبكوا أيديهم بعضهم ببعض، ويبدأون فيما يعرف بـ (الرقصة الحمراء المقدسة) التى لا تنتهى إلا بتساقطهم الواحد تلو الآخر، حيث يبدأون بالنوم بعد السقوط فيما يعرف بـ (نومة الصلاة) اعتقادا منهم أن الشيطان يتصل بالنائمين المخدرين، ويبقى الكاهن الذى يطلقون عليه اسم(المركز الحي) مستيقظا للنهاية، ومستمرا في قراءة تعاويذه وطلاسمه الشيطانية، ويبدأ في إيقاظهم بالتتابع قبل بزوغ الفجر.
ويعتبر عبدة الشيطان (القداس الأسود) من أهم طقوسهم، وأنهم عندما يقومون بهذه الشعائر فوق الأرض يبدأ الشيطان ممارسة نفس الطقوس تحت الأرض، حيث تبدأ طقوس القداس بالصلاة الصغري وترتيل المفاتيح السبعة، ثم (رقصة الخلاص) مع تناول المخدرات و الخمور والتعري، و يقف الكاهن في منتصف الدائرة الشيطانية، ويضع نجاسات آدمية ودماء و جثث و تماثيل لحيوانات، وتتقدم فتاه يقع عليها الاختيار لاستكمال الطقس، حيث تتم جملة من الممارسات الشاذة مع طلاسم الكاهن، ويتبعه الجميع بترديد ترانيم للشيطان.
أؤكد أن الامر خطير، وأن هذه النوعيه من الشباب موجوده فى مصر، وإنتشرت، وتنتشر، وستنتشر، تحت شعار(الحرية) ولاسيما وان ما يقومون به من طقوس شاذة يجذب قطاع كبير من المراهقين من الجنسين، وهو ما ينذر بـ(كارثة) قد لا نحمد عقباها بعد سنوات قليله، ان لم يكن هناك تشريع يردع هؤلاء، وتحرك حكومى حاسم ينهى مثل هذه الممارسات الشاذة.