البداية حين تلفظ نائب وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، خلال بيان ألقاه بجلسة حقوق الإنسان فى جنيف بكل سوء نية وعن قصد الهجوم على الدولة المصرية وأعمدتها الأمنية، مدعيا قلق بلاده من مزاعم سوء معاملة الأجهزة الأمنية فى مصر والاعتقالات التعسفية على حد وصفه وحاول الإسقاط فى بيانه على شعبية الرئيس ومدى ثقة الشعب المصرى به. وإذ بمندوب الفراعنة على أرض جنيف أحد أبناء الدبلوماسية المصرية، بل أصبح أحد أبرز رجالها بعدما أفصح عن إرادة الشعب المصرى بعد ثورته المجيدة التى رفضت التبعية الأمريكية.
هو مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بل أثبت أنه الناطق والمعبر عن كل ما تحمله إرادة المصريين من رفض لسياسة الإدارة الأمريكية وتصرفاتها المعلنة منها والخفية بملف حقوق الإنسان، وكانت الصفعة المصرية على وجه الإدارة الأمريكية بأكملها فلقن البطل المصرى درسا تاريخيا لنظيره الأمريكى قد يكون هو الأهم فى تاريخ عمله حين أجبره أن يضع وجهه أمام مرآة عكست له عرضا لأهم فيلم وثائقى عن أبرز ما شهده تاريخ الإدارة الأمريكية من انتهاكات فى حق الإنسانية.
كانت كبسولات سريعة ولكنها مثلت طلقات نارية خارقة فى رأس المندوب الأمريكى.
- واشنطن اعتقلت مصريا لتعبيره عن رأيه بحق مرشح الانتخابات الرئاسية
- لا نقبل نصائح من دول تنتهك حقوق الإنسان بلا حساب
- أمريكا تتعمد تحويل مجلس حقوق الإنسان إلى ساحة للتشهير
- أوباما وعد بإغلاق معتقل جوانتانامو منذ ثمانى سنوات ولم يحدث
- يجب محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل المعتقل الأمريكى وليس فقط إغلاقه
- الشرطة الأمريكية تنتهج عنفا مفرطا ضد المواطنين ذوى اللون الأسود بكل عنصرية وتمييز وكراهية للإسلام.
فأين كانت حقوق الإنسان حين اعتقلت القوات الأمريكية وتحديدا مكتب التحقيقات الفيدرالى بولاية كاليفورنيا الطالب المصرى عماد السيد البالغ من العمر 23 عاما لإعرابه عن رأيه بحق المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية «دونالد ترامب».
وهل كان مجلس حقوق الإنسان فى حاجة إلى نصائح من دول تنتهك حقوق الإنسان بلا حساب؟ وتتعمد تحويل المجلس إلى ساحة للتشهير وتبادل الاتهامات للتغطية على مشاكلها»، ردًا على تصريحات نائب وزير الخارجية الأمريكى أمام مجلس حقوق الإنسان، بالإضافة إلى إنه بدلا من التشهير بالآخرين فقد كان أولى به أن يتناول موقف بلاده إزاء انتهاكات حقوق الإنسان لديها وما تعتزم أن تتخذه من تدابير لمعالجة تلك الانتهاكات بما فى ذلك معتقل جوانتانامو الذى وعد الرئيس أوباما بإغلاقه قبل ثمانى سنوات.
وأن المطلوب ليس فقط إغلاقه ولكن أيضا محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التى وقعت فيه وعدم إفلاتهم جميعا من العقاب، وكذلك الانتهاكات اليومية لحقوق المواطنين وبالأخص المنحدرين من أصول أفريقية، والعنف المفرط من قبل الشرطة والتمييز والعنصرية وكراهية الأجانب والتضييق على المهاجرين واللاجئين وكراهية الإسلام وانتشار خطاب التحريض، فضلا عن ملفات التعذيب وإنهاء حالة الإفلات من العقاب الشائعة لدى الولايات المتحدة، كما أن معارضة الخارجية الأمريكية للقرارات الخاصة بأوضاع حقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ومطالبة وزير الخارجية الأمريكى ونائبه بإلغاء البند الخاص بفلسطين على أجندة مجلس حقوق الإنسان إنما يمثل محاولة لإسكات الأصوات عن أكبر ظلم وأطول انتهاكات يشهدها تاريخ الإنسانية المعاصر على مدار 68 عاما.
وفى النهاية لابد أن يعلم كل مصرى أن وزارة الخارجية المصرية تحمل بين طياتها العديد من المواقف التى أتمنى أن تخرج جميعها للنور ليكون المواطن المصرى على دراية بحجم التحديات التى تمر بها بلادنا. واسمحوا لى نيابة عن كل مصرى وطنى وبالأصالة عن نفسى أن أنحنى شكرا وتقديرا للرجل الوطنى السفير عمرو رمضان ابن الدبلوماسية الرسمية المصرية.