أثبت أسلوب حكومتنا الرشيدة الحالية فى الإدارة السياسية والإعلامية للعديد من القضايا الجدلية الداخلية والخارجية التى دارت رحى معاركها لفترات طويلة فى وسائل الإعلام المختلفة، وآخرها على سبيل المثال معركة «تطوير التعليم»، مدى حاجتها الماسة إلى أن تمتلك بصورة عاجلة كياناً ما، أياً كان مسماه وتنظيمه، يدير لها «سياسياً وإعلامياً» وفق رؤية استراتيجية مسبقة تضع فى حسبانها جميع المراحل «قبل وأثناء وبعد»، مثل هذا النوع الحساس من القضايا ذات الارتباط الوثيق بكل المجتمع، خاصة ونحن نعلم جدياً مدى الاستهداف الواسع والعميق الذى يحيط ببلادنا من كل مكان.
فليس عيباً على الإطلاق أن نصارح أنفسنا بمنتهى الشجاعة والأمانة أننا أخطأنا كثيراً فى أسلوب طرح العديد من قضايانا المصيرية العادلة على الرأى العام، ولكن كل العيب ألا نتعلم من أخطائنا، وأن نستمر فى انتهاج نفس الأسلوب الذى ثبت لنا عواره فى مرات عديدة وتسبب فى انتشار العديد من الشائعات التى ليس لها أى أساس من الصحة، وهو ما يؤثر تأثيراً مباشراً على «الوعى الجمعى» لجموع المواطنين.
الأسلوب الاستراتيجى والرؤية الشاملة فى أسلوب طرح القضايا سيجنبنا العديد من الخسائر «المعنوية» التى تترك آثاراً سلبية على كل المجتمع، وسيمنع نشوء الصراع الجدلى العقيم الذى يستنزف طاقتنا فيما لا طائل من ورائه فى كل مرة.