أضواء «يعقوب» و«غنيم».. فيه فايدة ولكن
من يريد أن يبحث عن اليأس سيلاقيه، ومن يريد البحث عن نقطة نور سيلاقيها، الأمر أكثر من مجرد نصف الكوب الفارغ أو المليان، من يرى «مافيش فايدة» يجد ما يقنعه فى صور الإهمال والفساد والترهل، ومن يريد «نقطة نور» يجد نماذج لناس يحاولون أن يفعلوا شيئا، أمامنا نموذج مركز الدكتور مجدى يعقوب للقلب فى أسوان كنموذج للعمل الأهلى ومستشفى سرطان الأطفال، ومركز محمد غنيم للكلى بالمنصورة. كل تجربة وراءها فرد فكر وأفراد ساندوا عملا جماعيا منظما، يمكن لوزارة التعليم العالى أن تتعلم منها، وألا تتوقف عند قرارات بيروقراطية يمكن أن تعطل المراكب السائرة.
لم يكن أحد يعتب على الدكتور مجدى يعقوب لو تقاعد، ولم يفكر فى إنشاء مركز أسوان لم يكن الرجل مجبرا، لكن تخيلوا لو لم يقم المركز؟ كان هناك آلاف يتألمون ويموتون دون أن يشعر بهم أحد، وهذا هو الفرق بين الدكتور يعقوب، وأصحاب نظرية «مافيش فايدة» كان يعلم كل ما نعانيه، لكنه فعلها.
هناك نماذج أخرى ناجحة تجمع بين الجهود الذاتية والجامعية، منها مركز الدكتور غنيم للكلى فى المنصورة، الذى تولى إقامته الدكتور محمد غنيم، ورعاه ووضع له نظاما صارما حتى تقاعد، يتبع جامعة المنصورة، ضمن الكادر الخاص، وهو نموذج آخر للنجاح والتفوق والتنظيم، قام على تفرغ الكوادر مع التعليم الطبى المستمر، ولدى الدكتور غنيم مفاتيح التجربة يمكن أن يستفيد منها وزير التعليم العالى، لإقامة مراكز على طريقة مركز الدكتور غنيم.
بالنسبة للحاضر لدينا نموذج مستشفى سرطان الأطفال 57357 قامت بالجهود الذاتية والتبرعات الصغيرة والكبيرة لملايين الناس. وهو نموذج ناجح يمكن أن نتعلم منه، وألا نفكر بطريقة وزير التعليم العالى أن نصادر المشروعات الناجحة وندخلها للروتين، لأن التعليم من هذه التجارب أفضل من «التكويش».
الأصل هنا أفكار وأفراد وتجارب يمكن التعلم منها والبناء عليها، ثم إن أهم وأكبر مستشفيات وجامعات مصرية قامت بالجهود الذاتية المبرة الهلال الأحمر مستشفى العجوزة جامعة القاهرة، أفكار طلعت حرب، وأوروبا وأمريكا لديهما مجتمعات أهلية تدعم مشروعات ثقافية وفكرية وصحية.
نحن أمام نماذج عملية وليس مجرد أفكار نظرية، نترك العمل الأهلى فى طريقه، ويسعى وزير التعليم العالى للاستفادة من تجارب ناجحة بالجامعات، ومنها مركز غنيم ومستشفى سرطان الأطفال. وهى تجارب تمثل ضوءا وسط العتمة، وليترك المجتمع الأهلى، ومراكز مثل مركز يعقوب فى طريقها، ويتفرغ للتعلم من تجارب موجودة أمامه، ليكون الأمر إضافة وليس خصما، وكما قلنا فالتعلم أفضل من «التكويش».