هل يفعلها صباحى ويخرج من الحياة السياسية نهائيا؟
يجب علينا جميعا أن نؤمن أن مصر مازالت دولة عرجاء فى مجال الحريات وأننا نحتاج عشرات السنين لكى يكون لدينا نظام ديمقراطى بالطريقة الغربية، والسبب ليس فقط فى النظام الحاكم، بل فى ممارسات الشعب نفسه الذى لا يريد أن يتعلم كيف يكون ديمقراطيا مع الآخر حتى يستطيع الحصول على هذه الديمقراطية، التى أصبحت صعبة المنال خاصة أن هذا الشعب يعتقد أنه قام بثورتين، والحقيقة أنه لم يفعل شيئا وأن خلع أو عزل رئيس لا يعنى أننا سنكون شعبا يحكم بالديمقراطية الغربية، فالبسطاء من شعب مصر يريدون ديمقراطية الخبز والعدالة الاجتماعية، أما ديمقراطية المعارضة التى ظل لسنوات طويلة يتحدث عنها الأستاذ حمدين فلا مجال لها بين الغلابة التى ظلت لأكثر من 40 عاما تبحث عن من يقدم لها الخبز قبل أن ينظر لها فى محال الحرية والديمقراطيه، نعم من حق شعبنا أن يحلم بحكم ديمقراطى كامل ولكن هذا لم يتحقق رغم خلع مبارك وعزل محمد مرسى، والسبب أن الفقر الذى ضرب مصر فى الـ40 عاما الماضية أعمى عيوننا عن أشياء هى حق طبيعى لنا، لهذا فإن مشاريع الديمقرطية مؤجلة إلى حين.
إذ علينا جميعا خاصة أمثال السياسى المخضرم حمدين صباحى التلميذ الشاطر فى مدرسة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذى أعطى للديمقراطية إجازة طويلة أثناء حكمه واكتفى بالعيش والعدالة الاجتماعية، وهو ما جعل شعبه يحبه حتى الآن، علينا وخصوصا السيد حمدين أن نكون على ثقة بأن أى مشروع تكافلى الآن هو أهم وأكثر فائدة من أى مشروع سياسى ظاهره الديمقراطية وباطنه هدم الدولة وإسقاط نظام نؤمن جميعا أنه لايستطيع فى ظل الفقر الشديد أن يحكم بالديمقراطية السياسية، ولكن لدينا فرصة أن نجبره على العدالة الاجتماعية فربما يكون فى داخله رحمة، لهذا الشعب الغلبان الذى لم يرحمه لا حمدين صباحى ولا النظام، وهو ما يجعل فرصة التفاهم مع كلاهما صعبة لهذا استغربت كثيرا من إصرار صباحى على العودة من نومه لكى يطلق مبادرات لن تقدم ولن تؤخر ولكنه يصر عليها كما يفعل النظام الذى يطلق وعودا كثيرة ثم تتبخر بسبب الأزمات الطاحنة التى تمر بها البلاد.
وهناك من الأسئلة المشروعة التى كنت أقولها دائما للسيد حمدين صباحى، هى، ماذا لو كان رئيسا لمصر بدلا من السيسى؟ ما هو النظام الاقتصادى الذى كان سيحكم به؟ وكيف ستكون صلته بالإخوان الذين يدمرون مصر؟ هل كان سيعفو عن الإخوان؟، وينسى جرائمهم، ويتدخل فى أحكام القضاء؟
البعض قد يتسرع ويقول إنه سيفعل ذلك، لكننى أقسم بالله أن حمدين صباحى لو كان رئيسا لمصر فإنه كان سيأمر بإعدام مرسى وإخوانه لأن صباحى يعلم حجم جرائم الإخوان، وهو ما يجعلنى أستغرب مواقف حمدين تجاه أحكام الإعدام التى صدرت ضد قيادات وأعضاء الجماعة، لذا أطلب من السيد حمدين صباحى أن يصمت ويعتزل الحياة السياسية نهائيًا، ويتفرغ لحياته الخاصة، لأنه لم تعد لديه رؤية ورأى حقيقى، بل إن أغلب آرائه يخاطب فيها مراهقى يناير وهواة النت، فهل يفعلها صباحى ويخرج من الحياة السياسية نهائيا أم سيكابر، ويعتقد أن لديه جماهير ستحمله يومًا على الأعناق وتهتف باسمه باعتباره زعيمًا سياسيًا.. أخيرًا لماذا لا يعيد حمدين صباحى قراءة تاريخ الإخوان مع الزعيم عبد الناصر الذى كان أول رئيس يوافق على إعدام الإرهابيين من الإخوان، وعلى رأسهم سيد قطب، وغيره.