أيقظت تجربة الاتحاد الأوروبى أحلام الشعوب الأخرى فى قيمة التكتلات، وكان العرب أول من جرفهم الحنين للوحدة، فدشنوا لها جامعة وكثيرا من الأغانى والقصائد والخطب المجيدة، لكنهم حتى الآن لم يفهموا المغزى الذى اعتمدت عليه أوروبا فى اتحادها، فدول اليورو لم تضع الثراء أولوية كشرط للانضمام، وفضلت عليه الموقع الاستراتيجى ووحدة المصير مع الدولة الراغبة فى الانضمام، بينما فى مستقبل بلاد العرب لا تلوح أى فرصة للاتحاد، بعدما أصبح الحديث عن المحاصصة الطائفية عاديًا ومستساغًا كأنه نتيجة طبيعية للجهد السياسى وديمقراطية الاقتراع، ونسمع اليوم عن تفكيك سنى فى سوريا ضمن التسوية وعمليات التهدئة، وفى لبنان، انتصر سلاح حزب الله على الأصوات فى صناديق الانتخاب، حتى العراق لم تخلُ انتخاباته من قوائم طائفية كبيرة بعضها مدعوم بميليشيات مسلحة، لذلك يكذب هؤلاء الذين يفسرون التعددية بأنها تقسيم الحقائب وفقًا لقوة الطائفة، مثلما كذبت كل الأغانى التى تحدثت عن وحدة العرب.