فى قضية الاتجار بالأعضاء البشرية وبيعها لا يكون الفقر وحده متهمًا فى دفع الناس للتنازل عما لا يملكونه بثمن بخس، ثمة معضلة أخلاقية كبيرة هنا اسمها انتهاك «كرامة الإنسان» فى مصر عبر عقود مضت أفقدت أعضاء الجسد البشرى قدسيته واحترامه، وأصبح هذا الجسد سلعة رخيصة منذ أن استساغت أذن المصريين وأعينهم مشاهد القتل وتقطيع الأوصال فى الأفلام والخلافات الأسرية وقضايا البلطجة، واعتادت أجسادهم على الإهانة والاستباحة فى الطوابير والأتوبيسات والأقسام والكمائن، كرامة الجسد البشرى ضحية أيضًا لعدم تطبيق القانون أو سوء تطبيقه، والحل لا يكون فى تشريعات جديدة، بقدر ما يمكن أن نعيد النظر فى سلسلة طويلة من التجاوزات التى طالت الكرامة البشرية، والفهلوة التى حصرت حقوق الإنسان فى مصر بين الاحتقار والتجارة.