خدعوك فقالوا، إن جماعة الإخوان الإرهابية جماعة محظورة! كيف بالله عليكم تكون محظورة ولها 11 حزبا سياسيا «مفتوحين فى مصر على البحرى»؟ كيف تكون محظورة وأحزابها جراجات للخلايا النائمة والطوابير الخامس والسادس والعاشر؟ كيف تكون محظورة وأحزابها تعمل ضد الدولة ليل نهار؟ كيف تكون محظورة وأحزابها تنتخب قيادات إرهابية هاربة خارج مصر ومدانة بالتحريض ضد مصر ومازالت؟ كيف تكون محظورة وأحزابها تبث دعاياتها المسمومة حول البلد وأوضاعه الاقتصادية والسياسية، بهدف اجتذاب أجيال جديدة من المتطرفين ليكونوا وقودا للإرهاب؟ كيف تكون محظورة وأحزابها الضرار بمثابة فئران السفينة التى تقرض القاع، وتفتح الثغرات التى يدخل منها الخطر والغرق، لا قدر الله.
هل يجادل أحد أن حزب مصر القوية لمؤسسه الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح هو ملاذ آمن لقيادات الجماعة فى الظل، والبديل الثانى عند الإطاحة بالقيادات الظاهرة المشهورة؟ قد يقول أحدكم، إن أبوالفتوح استقال من الجماعة منذ سنوات ودخل انتخابات الرئاسة مستقلا فى 2012، وأرد عليه، هل تصدق الكلمات التى تتحدث بها؟ وهل تصدق أن قيادة مثل عبدالمنعم أبوالفتوح تستقيل بإرادتها فعلا وتعى ما تفعل؟ وهل تنسى رحلته الأخيرة إلى لندن بعد أكثر من سبع سنوات من استقالته الشكلية ولقائه مع أعضاء التنظيم الدولى، لتنسيق المواقف بشأن العمل ضد النظام فى مصر؟
هل يتصور عاقل أن أبوالعلا ماضى وعصام سلطان وحزبهما «الوسط» ليس مبنى خلفيا ملحقا بالإخوان؟ أبوالعلا ماضى رفيق درب محمد عبدالسلام فرج، وخالد الإسلامبولى، وكرم زهدى، وطه السماوى، وتلميذ عبدالمنعم أبوالفتوح، ومصطفى مشهور، والسائر على دربهما فى العنف الإرهابى الذى لم يحصل على ترخيص حزبه إلا بعد ثورة 25 يناير، وتحكم الإخوان فى الأمور، هل يعقل أن يكون مستقلا عن الجماعة المحظورة؟ وهل يعقل أن يظل حزبه الضرار منبرا للإرهابيين والمتطرفين ومأوى لأعداء الدولة؟!
وهل يتصور عاقل أن لجنة شؤون الأحزاب تغض النظر عن أحزاب مثل البناء والتنمية، والعمل الجديد، والفضيلة والإصلاح، والتوحيد العربى، والوطن، والحزب الإسلامى، والراية، والعمل، وهى الأحزاب التى يقودها متطرفون موالون صراحة للإخوان وتنظيمها الدولى، كما أنهم هم المشاركون فى فضيحة تأسيس «ائتلاف دعم الإخوان»، والمصرون على مواقفهم من الجماعة الإرهابية، بل إن حزب البناء والتنمية انتخب الهارب طارق الزمر الذى شارك فى اعتصام رابعة، وتوعد ثوار 30 يونيو بالقتل والسحق، وفر هاربا إلى قطر، حيث انطلق يحرض على العنف والإرهاب ضد الدولة المصرية، فكيف يمكن السماح لحزب هؤلاء أعضاؤه، وهذا رئيسه المنتخب، بالاستمرار؟
ما المشكلة بالنسبة لمسؤولى الدولة المصرية تجاه الأحزاب المتطرفة والداعمة للإرهاب؟ ما مشكلتهم فى إغلاق هذه الأحزاب ومصادرة أموالها وممتلكاتها ووضع قياداتها على قوائم الإرهاب؟ هل الأمر يستلزم تعديلا تشريعيا لقانون الأحزاب مثلا؟ وهل الدستور المصرى يسمح أصلا بقيام أحزاب دينية؟ وإذا كنا جميعا نعرف أن هذه الأحزاب ليست دينية فقط بل متطرفة وتعمل ضد الدولة المصرية ليل نهار، فكيف نتركها تواصل إجرامها؟!