إذا دققت فى التفاصيل المخجلة لحادث سقوط مواطنة فى العقد الخامس من عمرها فى بئر أسانسير مستشفى السويس العام مما تسبب فى إصابتها بكسور عديدة، فستجد تلخيصا شاملا للحالة الإدارية المتردية التى تعانى منها معظم منشآتنا الحكومية منذ فترة طويلة.
فقد ذكرنى نص إجابة السيد الدكتور مدير المستشفى التى جاءت تعليقا على هذا الحادث المؤسف حيث قال: «أنا معرفش حاجة، ما تعمل محضر، أنا مالى أنا»، بعبارة النفى الكوميدية التى وردت فى أحد أفلام الفنان المحبوب «محمد هنيدى» على لسان إحدى الممثلات: «وربنا ما أنا، دى أختى منى»، وهى بالطبع إجابة صادمة، ولكنها تعكس بكل وضوح مدى الإهمال واللامبالاة والتنصل من المسؤولية وعدم الإلمام بأبجديات الإدارة السليمة.
كما جاء تقرير مديرية الصحة بالمحافظة عن الحادث والذى تسلمته النيابة العامة كاشفا أيضا عن مدى التسيب الفكرى والسلوكى الذى يعشش فى جنبات معظم هذه المنشآت، والذى يستلزم من الدولة ثورة إدارية حقيقية، وعقابا مشددا يكون خير رادع فى المستقبل لكل المهملين والمقصرين.