بشهادة المؤرخين والتاريخ يعتبر من أعظم الحكام ، لقب بعزيز مصر لأنه كان سبباً فى نهضتها وعزتها ودخولها إلى العصر الحديث حيث شملت إنجازاته نهضة فى كل المجالات، في الجيش والزراعة والصناعة والتعليم والاقتصاد .. إنه محمد على باشا والي مصر العثماني ومؤسس مصر الحديثة.
هذا الرجل كان أمياً لا يعرف القراءة والكتابة، ورغم ذلك كان يتميز بدهاء شديد مكنه من التخلص من كل من كان السبب في توصيله للحكم لينفرد بالسلطة وحده.. فتخلص من الزعيم الشعبى عمر مكرم الذى نفاه إلى دمياط بعد أن خلق له منافسين ليبعده عن مركز حكمه.. كان له دور بارز أيضاً فى محاربة الوهابيين بعد أن لبى أمر السلطان العثماني بالتحرك بجيش كبير لمحاربتهم فجمع جيش من المرتزقة الألبان والشركس للقضاء على الوهابيين بقيادة إبنه طوسون باشا لأنه يعلم المكانة الدينية لشبه الجزيرة العربية، وفى وقت الحملة قرر أن يدعو المماليك الذين كانوا يشكلوا له تهديد إلى وليمة في القلعة وبعدها أمر جنوده بمحاصرتهم أثناء الخروج وقتلهم إلا مملوكي واحد إستطاع الهرب من سور القلعة .. عندما علمت زوجته أمينة نصرتلي التي كانت صديقة لزوجات كثير من المماليك بالمؤامرة فصدمت وقاطعته حتى ماتت.. أصبح محمد على منفرداً بالسلطة في مصر ومسيطر على شبه الجزيرة العربية سيطرة كاملة بعد أن أكمل حملاته على الوهابيين بقيادة إبنه إبراهيم باشا.
طبق محمد على نظام جديد للإقتصاد المصري عرف بنظام الإحتكار .. هذا النظام أعطاه الحق في تحديد نوع المصنوعات والغلات الزراعية وأثمان البيع والشراء.
استطاع محمد علي تطوير وتجديد الأسطول البحري المصري بعد تدمير جزء كبير منه في معركة نافارين .. أنشأ مصنع ترسانة لصناعة السفن وتصليحها وفتح مدرسة تحتوي على 12 ألف طالب لتدريبهم على صناعة السفن .. أدخل محاصيل زراعية جديدة على المصريين لأول مرة ، كمحصول التوت لتربية دود القز لإنتاج الحرير الطبيعي ليكون مورد إقتصادي ثمين .. أدخل محصول النيلة الهندية وهو محصول يزرع في الهند يستخدم في الأصباغ، أدخله محمد علي لإستخدامه في تلوين المنسوجات .. أدخل أساليب زراعية جديدة على المصريين وأنشأ مدارس زراعية متخصصة لتعليم المصريين أصول الزراعة .. وأنشأ القناطر الخيرية بين فرعي دمياط ورشيد للتحكم في الماء وقت الفيضان .. تبني محمد علي السياسة التصنيعية لكثير من الصناعات فقد أقام مصانع للنسيج ومعاصر الزيوت ومصانع الحصير .. تبنى محمد علي تحديث منظومة التعليم وعمل على إحياء العلوم والآداب فى مصر، وذلك بنشر المدارس على اختلاف درجاتها، وإرسال البعثات العلمية إلى أوروبا .. أنشأ محمد على مدرسة الطب ومدرسة الألسن.. واهتم بالصحة وبنى المستشفيات.
كل هذه الإنجازات كانت لرجل أمى لا يعرف القراءة والكتابة وفوق كل هذا لم يكن مصرى الجنسية بل كان أجنبى.. حقاً كان رجل عظيم أضاف لمصر والمصريين الكثير ونقل مصر من البدائية إلى الحداثة.