ماذا سيقول سعد الدين إبراهيم للناس فى الندوات التى ينوى عقدها بالمناطق الشعبية للترويج لفكرة المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية؟ الرجل تلقى أوامر بالترويج لهوجة المصالحة تحت أى ظرف لتخفيف الضغوط الدولية على الجماعة الإرهابية ومحاولة غسيل سمعتها وتبييض وجهها، لكنه فى مأزق حقيقى، فكيف سيواجه الناس وماذا سيقول لهم؟ ومن أين يبدأ وجرائم الجماعة الإرهابية تنكشف كل يوم؟
هل يتصدى سعد الدين إبراهيم مثلا إلى إعلان التوبة النصوح بالنيابة عن مجرمى الإخوان فى ندواته ومؤتمراته الشعبية التى ينوى عقدها فى المناطق الشعبية؟ وهل سيجمع توقيعات من المواطنين على صحة توبته عن الإرهاب بالنيابة عن قيادات وأفراد الجماعة، أم سيكتفى بتصوير تلك الندوات والمؤتمرات بالفيديو من باب إثبات الحالة، على أنه يقوم بالشغل المطلوب منه؟ أخشى أن يضرب المواطنون سعد الدين إبراهيم بالطماطم والبيض الفاسد، إذا فاتحهم فى موضوع المصالحة مع الإخوان، خاصة عندما يبدأ فى قراءة الفقرات المحفوظة التى يرددها عن الإفراج عن جميع المتهمين والمحتجزين على ذمة قضايا العنف والإرهاب، والمواطنون عندهم كل الحق، فإذا كانت المصالحة التى يطنطن بها اليومين دول الدكتور إبراهيم لأسباب أمريكانية صرف، تتعلق بالإفراج عن جميع الإخوان المتهمين فى قضايا الإرهاب وزرع العبوات الناسفة واغتيال أفراد وضباط الشرطة وإحراق سيارات ومؤسسات الدولة، فمن سيحاسب على تلك الجرائم إذن، وكيف نستعيد الحقوق المهدرة ونحقق العدالة التى هى أساس أى حكم والفيصل فى استقرار البلاد؟ هل استمع الدكتور إبراهيم إلى الاعترافات التفصيلية لمنفذى عملية اغتيال النائب العام السابق الشهيد هشام بركات؟ هل أدرك إلى أى مدى وصل الإجرام بتلك الجماعة؟ فصائل وخلايا ومجموعات تتدرب مع حماس وفى السودان على الأعمال الإرهابية، وعلى اغتيال الشخصيات العامة باستخدام السيارات المفخخة، وفى الآخر جاى تقول الإفراج عن المعتقلين السياسيين؟ دول معتقلين وسياسيين يا دكتور؟ الحق الواضح إنهم وجميع من خطط لتدريبهم وتمويلهم وأشرف على التخطيط لهم من الإرهابيين المجرمين شديدى الخطورة، ويستحقون المحاكمة أمام محاكم استثنائية خاصة بجرائم الإرهاب.
أريدك يا دكتور إبراهيم أن تذهب لأبناء وأسر شهداء الجيش والشرطة، وأن تعرض عليهم برنامجك الأساسى عن تلك المصالحة مع مجرمى الإخوان، قل لهم إنك تطالب بالإفراج عن حبارة ومرسى والشاطر وبديع، قل لهم إن دماء ذويهم راحت هدرا وأن الظروف والملابسات وطبائع الأمور تقتضى أن يتنازل الضحايا عن أرواحهم للقتلة، وأن يتغاضى أهالى الضحايا عن فكرة القصاص العادل، لأنها فكرة متخلفة ولم تعد المجتمعات الحديثة تقبل بها! قل لهم إنك تنوى الجمع بين القتلة وأهالى الضحايا الأبرياء فى مؤتمر عالمى ملىء بالموسيقى والفقرات الفكاهية، حتى تتم المصالحة التاريخية بين الطرفين!
بدلا من السفر لأنقرة ولندن يا دكتور إبراهيم والتفاوض مع مجرمى الجماعة الهاربين، عليك بالجلوس إلى أبناء وأسر جميع الشهداء وهم بالآلاف، لاستطلاع آرائهم فى مشروعك حول ما تسميه المصالحة، فإذا تنازلوا عن حقهم فى القصاص، فعليك البحث مع أجهزة الدولة عن كيفية التنازل عن حقوق المجتمع الذى تعرض للترويع والتهديد، وما إذا كان أحد أصلا يملك التنازل عن حق المجتمع فى السلم والأمن؟