كلما ذهب وزير الصحة إلى مستشفى، عاقب موظفا أو خصم لطبيب أو أعفى مديرا من منصبه، جهد مشكور بالطبع للوزير وعليه أن يسأل نفسه ومستشاريه كيف وصلنا لهذا الوضع المتردى ومتى سينتهى؟، وعندما يعترف مسؤول بالصحة بأنه يعالج أخطاء متراكمة من الماضى فهذا لا يعفيه من المسؤولية، لأن الإجابة الصحيحة تتلخص فى نظرة المسؤول للخدمة التى تقدمها المستشفيات للمواطن على أنها فضل كبير يستحق الثناء وليست واجبًا دستوريًا، وتعامل المسؤول باستهانة مع كل النقد الذى تهدر به الصحف ويصرخ به الناس يوميًا، ويعتبره جحودا من المواطن ومبالغة من صحافة صفراء تهوى السخونة، وصار الحال كما ترون: توافرت الأجهزة وغاب الفنيون وحضر الأطباء وانعدمت الرسالة، ونحن تربينا على تقبل ما تقدمه لنا الحكومة بصرف النظر عن الجودة، لكن الوزير بنفسه اليوم يبحث عن الحد الأدنى من الجودة والضمير فلا يجد، فهل سيصدق شكوانا هذه المرة؟.