هل تستطيع وزارة التعليم تكرار إنجاز العام الماضى وسحق صفحات الغش الإلكترونية وضبط الحالات الفردية للغش بواسطة المحمول وسماعات البلوتوث؟
كل عام وأنتم طيبين، بدأ موسم الثانوية العامة بأعراضه المعروفة من ارتفاع شحنات الكهرباء فى البيوت المصرية، وارتفاع ضغط الدم لدى أولياء الأمور، مع الاستعداد لبيع عفش البيت للوفاء بطلبات أباطرة الدروس الخصوصية الذين يتفنون فى بناء السمعة باعتماد النظام الأمريكى من محاضرات موسعة ومساعدين بالجملة ووسائل شرح وتواصل إلكترونية وانتهاء بالطبل والرقص والتمثيل.
لكن موسم الثانوية العامة الحالى يبدو مختلفا عن كثير من المواسم السابقة، فهو واحد من ثلاثة مواسم تمثل ختام مرحلة وبداية مرحلة جديدة تماما من التعليم التفاعلى البحثى المزمع تطبيقه على الصف الأول الثانوى العام المقبل، يتعامل فيها الطالب مع المقررات البحثية والتعليمية من مصادرها فى العالم كله، ولا يكون مضطرا للتعامل مع الدروس الخصوصية التى تقوم على وجود منهج ثابت وأسئلة محفوظة وطريقة واحدة فى جلب المعلومة، كما أن الموسم الحالى للثانوية العامة يأتى بعد توجيه ضربات ساحقة لصفحات الغش والغشاشين التى كانت تبث من الخارج لنشر البلبلة والفتنة فى المجتمع، اعتمادا على مساندة ومعاونة من بعض الموظفين الإخوان فى مفاصل وزارة التعليم، والحمد لله تم اكتشافهم وإبعادهم وضرب صفحات الغش فى مقتل فلم يعد لديها إلا التهويش والتهديد ببث الامتحانات تارة على «فيس بوك» وتارة على «واتس آب».
من ناحيتها، رفعت وزارة التعليم حالة الطوارئ أمنيا وتنظيميا وفنيا، فعلى المستوى الأمنى صدر القرار الوزارى 34 لسنة 2018 لتنظيم أحوال إلغاء الامتحانات والحرمان منها، وتغليظ العقوبات الخاصة بالغش أو الشروع فيه من خلال نشر أو إذاعة أو ترويج أسئلة الامتحانات، حيث يعرض الطالب المتهم نفسه للعقوبة بالحبس مدة لا تقل عن عامين وغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه.
وعلى المستوى الفنى، تم اعتماد نظام البوكليت الذى أثبت استحالة تزويره أو نشره كاملا بغرض التسريب والغش، والاستعانة بالأجهزة السيادية فى طباعة وتأمين ونقل أوراق الامتحانات إلى اللجان المختلفة، وزيادة الاستعدادات الخاصة بالكشف عن الموبايلات فى لجان الامتحانات وتركيب كاميرات مراقبة فى اللجان، لمتابعة سير الامتحانات، بالإضافة إلى تشكيل فرق خاصة لمواجهة الغش الإلكترونى على مواقع التواصل الاجتماعى.
فى المقابل تتوعد شاومينج وأخواتها من صفحات الغش التى تبث مادتها من خارج البلاد، اعتمادا على الخلايا النائمة بالداخل، ببث أسئلة الامتحانات فور توزيعها على الطلاب، ولا ندرى كيف يمكن تصوير وبث أسئلة الامتحان بنظام البوكليت الاختيارى التى يتميز بكثرة الأسئلة وعدم اعتمادها المباشرة والإجابات التقليدية، وإنما تعتمد فى الحل على استيعاب الطالب للمنهج والمعلومات، وكذا قدرته على التعبير بأسلوبه الخاص أو اختياره الإجابة الصحيحة من بين اختيارات لكشف مدى استيعابه وتحصيله.
فى كل الأحوال، ها قد بدأ موسم امتحانات الثانوية العامة وسنرى، هل تستطيع وزارة التعليم تكرار إنجاز العام الماضى وسحق صفحات الغش الإلكترونية وضبط الحالات الفردية للغش بواسطة المحمول وسماعات البلوتوث؟ أم تنجح تلك الصفحات الهدامة فى العودة من جديد إلى الواجهة باستحداث وسيلة لتسريب الأسئلة أو الإجابات، فكما تعلمون أن أهل الفساد والشر يكيدون كيدا ويوظفون قواهم لإثارة الفتن ويسعون إلى تعويض هزائمهم خلال العام الماضى؟