لا أجد سببا واحدا منطقيا يجعل من بدل فريق المنتخب المصرى تريند على مواقع الإنترنت، والهجوم الضارى والسخرية الجماعية من الزى الرسمى للمنتخب أثناء تواجهه لروسيا، وكلما رأيت تعليقا أو تهكما أو سخرية أنظر إلى الصور فأجد فى وجوه الفريق بهجة وأمل يسر الناظرين، لكن وبكل أسف نواجهه نحن بأقسى وأحقر ( واعتذر عن الوصف) أنواع الردود، فنهاجم وننتقد ونسخر ونتهكم ونفضح ما فى قلوبنا من تفاهة واحتقار لذاتنا ونكشف عقد النقص الكامنة التى تحولت لوباء يجتاح قلوب المصريين.
لو أردت التأكد من أن السخرية لا معنى لها هنا فسأل نفسك وبصدق (مالها البدلة وماله الكوتشى)، دعنى أسألك أنا هل شاهدت صورا لباقى المنتخبات وزيهم أثناء التوجه لروسيا، هل تعتقد أن خبير فى الأزياء الموحدة للمنتخبات فى مثل هذه المناسبات، هل تظن أنك خبير موضة، هل تعتبر نفسك من أشيك مائة شخص فى مصر مثلا لتحلل وتنتقد وتتحدث بكل ثقة عن البدلة وبشاعتها.
لنفترض أن كل إجابتك بنعم، هل تجد أنه من اللائق بك أن تسخر من زى المنتخب فى يوم هام كهذا وهم يحملون حلمك وحلم كل المصريين متوجهين به إلى روسيا، وكل ما يفكرون به هو اللعب والقتال للانتصار، فتأتى سيادتك وتسخر من البدلة دون أن تفكر فى تأثير هذه السخرية على نفوسهم، هم يفكرون فى الفوز وأنتم تفكرون فى البدلة والكوتشى.
لمن سيلعبون، لماذا يسعون لتحقيق النصر، لتتهكموا وتخسروا وتنتقدوا وتمارسون وتصنعون التريندات وتمارسون وتطلقون التريندات وتمارسون أسخف أنواع الاستظراف، دون سبب أو مبرر، دون حتى أن يكون للاستطراف معنى سوى أن السخرية الحميدة تحولت لمرض فى قلوبنا يجعلنا نرى أنفسنا صغارا ولا يرضينا حالنا حتى لو كان مماثلا بل وأفضل من حال غيرنا، فصرنا لا نفرق بين الموقف الذى يحتمل السخرية والموقف الذى لا يحتمل، فصرنا عاجزين عن تقدير أنفسنا واحترامها وإعطاؤها ما تستحق، فكل الاعتذار لفريق المنتخب، من قلوبنا ندعو لكم بالتوفيق ونعتذر عن التفاهة التى قد تتحول إلى سواد قلب أن لم ينتبه لها أصحابها.