القرار الشجاع من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والزعيم كيم جونج أون، مكن من الوصول إلى هذه المرحلة وهى عقد لقاء قمة نووية خلال ساعات قليلة، وأن الرئيس ترامب نفذ عزمه لحل قضية الأسلحة النووية والسلام فى شبه الجزيرة الكورية فى عمل حقيقى، بينما أبدى الزعيم كيم اعتزامه للنزع النووى عبر اتخاذ إجراءات استباقية جريئة مثل إغلاق موقع التجارب النووية فى بونج كيه.
القمة المقرر انعقادها فى سنغافورة خلال ساعات هى حجر الزاوية التاريخى فى الانتقال من الحرب إلى السلام، ولكن هل يكفى هذا اللقاء لحل الأزمة النووية فى المنطقة ؟
يمكن لهذه الجهود أن تنجح فى التخلص من العداء بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية والتوصل إلى اتفاق جزئى بخصوص البرامج النووية فى شبه الجزيرة الكورية، ولكن لن يكون كافيا لإنهاء الأزمة بالكامل.
وربما نحتاج إلى عام أو عامين أو أكثر لحل هذه الأزمة العميقة بين البلدين وقضية الأسلحة النووية، لذلك يحتاج الرئيس الأمريكى أن يكون أكثر صبراً وأن ينتهج سياسة جديدة مع الزعيم الكورى الشمالى.
ولكن الأهم من علاقة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، هى عودة العلاقات بين الشعبين الكوريين إلى أصلها، وأن يحافظ الشعبان على موقفهم وعزمهم بحل القضية فى أى حالة من الأحوال بالنسبة لقضية شبه الجزيرة الكورية على الأقل، ويجب على الحكومات أن تبذل قصارى جهودها لتحقيق التفكيك النووى بصورة كاملة وبناء نظام السلام فى شبه الجزيرة الكورية.
ونجد أن تحسين العلاقات بين الكوريتين يؤدى إلى تحسين العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة والعكس، حيث يجب مواصلة المحادثات العسكرية ومحادثات الصليب الأحمر والمحادثات الرياضية مثل الأولمبياد المقرر عقدها خلال الأسبوع المقبل فى كوريا الشمالية وستكون بداية جديدة للعلاقات بين البلدين.