لم تعد قضية المهاجرين عبر البحر المتوسط تشعل الزخم الإنسانى كما فى السابق حين كانت الأطراف تسعى لوضع بصمتها على الصراع السورى الدائر منذ 7 سنوات، وخفت المبرر الأخلاقى الذى تؤنب به القارة العجوز، بلدانا متوحشة تلقى بأبنائها إلى سفن متهالكة فى بحر المجهول، فاليوم شواطئ أوروبا تتقاذف فيما بينها لمدة أربعة أيام، سفينة تحمل 629 مهاجرًا إلى أن قررت إسبانيا أن تستقبلهم، فى نفس الوقت هدد وزير الداخلية الألمانى هورست زيهوفر بإغلاق الحدود أمام المهاجرين، اعتراضا على تساهل المستشارة ميركل فى سياسة قبول اللاجئين، وهذه نغمة جديدة عالية الصوت فى ألمانيا، لكنها ممتدة لبقية الاتحاد الأوروبى، فهل بدأ العالم فعلًا يضيق بمسألة اللاجئين، أم أن أوروبا انتبهت أخيرًا لعمليات التفريغ السكانى فى مناطق النزاع بما يثبت خطأ نظرية تشجيع تدفق اللاجئين من بلادهم دون تدقيق فى حقيقة مآسيهم.