لاتزال الحرب خدعة، لكن ليس كل كذبة سخيفة تصلح لتكون خدعة حربية ماهرة، هكذا أفرز الغضب والإحباط المصرى من انهزام المنتخب الوطنى أمام روسيا، عشرات الأكاذيب والاتهامات المالية التى لا يقبلها عقل طفل تلقى قسطا سليما من التعليم، وظن صانعو تلك الأكاذيب أنها ستشفى غليلهم وتمنحهم سببا مقنعا للهزيمة وضياع الحلم، أرادوا بهذه الخدعة أن يحاسبوا المقصر قبل أن تتوه المسؤولية فى دهاليز لجان التحقيق وتصريحات المسامحة والتركيز على المستقبل، وفى حالة كهذه يمكن تفهم الغضب، بينما تظل الأكاذيب مجرد باطل لا يمكنه كسب أى قضية عادلة، ما جنيناه منها فقط هو مزيد من التراب على الوعى الجمعى بهذه العقول التى ألغت المنطق وسارت وراء الاتهامات دون أن تتحقق منها وكأن الغضب يمنحهم تفويضًا بترويج الكذب لأنه أقرب لقلوبهم وألطف على صدورهم التى احترقت بالغيظ من الفشل.