حتى لا نسقط فى الفخ وننسى.. المعركة مستمرة
الإيجاز فى الكلمات التالية ضرورة، لأن القضية لا تحتمل وجهات نظر، هؤلاء الغاضبون من رفض الإساءة للجيش والشرطة، لا يستحقون ردا ولا مناقشة، وهؤلاء الغاضبون من اعتبار الإساءة للجيش والشرطة خيانة عظمى لا ينفع معهم جدال العقل أو حتى حوار القلب، فتلك عقول تفكر لمن يدفع أكثر، وتلك قلوب تنبض بالكراهية والغل تجاه كل من يحول بينها وبين أطماع شخصية على حساب الوطن.
هذه الشيطنة التى تتم بإقران حرية الرأى والتعبير بالإساءة، لم تعد مقبولة، ولم يعد الابتزاز باسم حرية التعبير متاحا كى يمتطيه البعض للنيل بالسخرية أو الإساءة من الجيش والشرطة، الأمر واضح هنا وضوح الشمس، منذ فجر التاريخ سياسيا ودينيا وأخلاقيا إذا تحرك الجند للدفاع عن الأرض والعرض، كان لزاما وواجبا على الجميع أن يكونوا سندا وحصنا للدفاع عنهم وليس النيل منهم.
المنطق يقول أن نكون درعا لصد السخرية والإساءة لحماية درعنا التى تحفظ أهلنا وأرضنا من الموت والخراب، وبالتالى من يكتب قصائده المسمومة للسخرية والإساءة من الجيش المصرى ليس مبدعا، وكلماته ليست حرية تعبير، بل خنجر مسموم وجريمة فى حق جنود يضحون بحياتهم فى جبهة القتال، ومن يطلق هاشتاجات ويمول صفحات وفيديوهات مفبركة للتشكيك فى الدولة المصرية وجيشها الوطنى ليس صاحب رأى حر، بل صائد أجير لا يعمل إلا فى الماء العكر.
لذا وجب الانتباه لأن مخطط الإخوان ومن يفتح خزائنه لتمويلهم مستمر، هم يستهدفون الدولة وعمودها الرئيس ممثلا فى القوات المسلحة المصرية، يدركون ومن معهم ومن يدفعهم ومن يدعمهم أن مؤسسات الدولة المصرية وعلى رأسها الجيش هى حائط الصد الأول والقوى التى تنهار أمامها مخططاتهم لهدم هذا الوطن، ويعلمون جيدا أن جدار الثقة القائم بين الشعب المصرى ومؤسسات دولته وتحديدا الجيش المصرى، هو سر التماسك الذى لم تفلح معه 8 سنوات من محاولات الإخوان لإرباك الدولة المصرية، ولكن المرصود من أموال لاستهداف مصر يغذى محاولاتهم ويطورها من أسلوب الضربات المباشرة إلى أساليب أكثر خسة تتعلق بنشر الشائعات وبث الإحباط واللعب على وتر السخرية والفيديوهات المفبركة.
رصد المنهج الإخونى مع نشطاء حركة الاشتراكيين الثوريين وبعض مهاوويس اليسار المصرى خلال السنوات الماضية يكشف لك عن منهج واضح يتبعه هؤلاء لتحقيق الهدف المنشود الخاص بتشويه صورة الجيش والرئيس وباقى مؤسسات الدولة فى أذهان المصريين، وعلى محور آخر يعمل الإخوان ومن معهم على ترويج ونشر مصطلحات مثل: «العسكرى الغلبان، مفيش قيادات بتموت على الجبهة، مفيش أولاد قيادات بتروح سيناء»، ولكن لوحات شرف شهداء الجيش المصرى التى تتزين بخيرة رجال مصر جنودا وقيادات وأبناء قيادات كانت خير رد على أكاذيب الإخوان وأبسط طريقة لفضح شائعاتهم.
فى 31 مايو من العام 2015 نشرت دورية «جينز» العسكرية المتخصصة مايدلل على صحة السابق من كلام، قائلة نصا: «أغلب الظن أن استراتيجية داعش ستركز على محاولة استنزاف الجيش المصرى تدريجيا.. إذا تمكنت داعش خلال مدى زمنى يتراوح ما بين ثلاث وسبع سنوات، من كسر إرادة القتال لدى الجيش، بحيث يذهب الجنود إلى بيوتهم بدلا من البقاء فى محل الخدمة كما حدث مع الشرطة فى 28 يناير 2011.. فإن الإسلاميين وحدهم سيكونون فى وضع يسمح بتشكيل حكومة بديلة».
لذا وجب التنبيه، إن كان الجيش المصرى ورجاله فى سيناء هم درع هذا الوطن لحمايته، فواجب الشعب المصرى أن يكون درعا لحماية هذا الجيش من محاولات استهدافه، فلا شىء أقسى على نفسية المقاتل وروحه من إحساس بضعف جبهته الداخلية وتمزقها، ولا شىء يوجع روح المقاتل أكثر من إحساسه بأن جبهته الداخلية تسقط فريسة لشائعات وفبركات وأكاذيب أعدائه.