الجرائم تطورت مثل كل شىء حولنا، فلم تصبح قاصرة على الأسلحة المادية، وإنما حاول المجرمون تطويع التكنولوجيا الحديثة لصالح جرائمهم ، فظهرت الجريمة الالكترونية ، التى تعد الخطر القادم الذى يهدد أمن المجتمع ، خاصة فى ظل انتشار الانترنت ودخوله لمنازل البسطاء من المواطنين، حتى تسلل لغرف النوم، فبات الجميع فى خطر قادم .
جرائم الابتزاز الجنسى والاعتداء على الشرف بواسطة كاميرا الهواتف المحمولة ، باتت من أكثر الجرائم الالكترونية خطراً على المجتمع ، خاصة فى ظل امتلاك الأطفال والفتيات للهواتف المحمولة الذكية، وعدم قدرتهم على التعامل باتزان مع الغير، مما يجعلهم فريسة للوقوع فى فخ المجرمين الذين يحصلون على صورهم ، لتبدأ جرائم الابتزاز المادى بعد ذلك.
صغار السن والفتيات يسعون للحصول على هواتف ذكية ولا يبالوا بوضع برامج حماية لهم، ومع اتصال هذه الهواتف والحواسب بالانترنت ، تصبح أداة سهلة فى يد الهاكرز فى اختراقها والحصول على بيانات صاحب الهاتف وسرقة الصور الشخصية ، وتصويرهم أحياناً بكاميرا "الموبايل" دون أن يشعروا.
وقائع الابتزاز والإعتداء على الشرف بواسطة الهواتف المحمولة والحواسب كثيرة، أبرزها ما رصدته مباحث الانترنت، بنجاح شاب فى الإسكندرية يعمل مهندس فى اخترق الحواسب الشخصية لنحو 1270 أسرة ، حثى نجح الشاب فى تصويرهم داخل منازلهم فى أوضاع مختلفة دون علمهم، ثم ساومهم على الأموال.
لم تكن هذه الواقعة هى الأخيرة ، فقد ضبطت مباحث الانترنت مهندس آخر فى الشرقية اخترق 360 جهاز حاسب شخصى للمواطنين، وصورهم فى أوضاع مختلفة وطالب الفتيات بإقامة علاقات غير شرعية معه.
ومع زيادة هذه الجرائم، أصبحت أكثر البلاغات التى تتلقاها مباحث الانترنت خاصة بالابتزاز الجنسي، حيث يكتشف المواطن فجأة أنه وقع ضحية لأحد هؤلاء الخارجين عن القانون، وبعضهم ينصاع لابتزازه ويسدد أموال على هيئة تحويلات بريدية أو تحويل كروت شحن هواتف محمولة، وعندما يزيد الجناة فى ابتزازهم ولا يصبحوا قادرين على دفع الأموال الطائلة يلجأون لمباحث الانترنت التى تضبط الجناة، وتهيب بالمواطنين سرعة الابلاغ عن هؤلاء الأشخاص.
الفتيات، أكثر ضحايا هذا النوع من الجرائم، خاصة التى تضع صور شخصية بملابسها الداخلية على هاتفها المحمولة، ويكون متصل بالانترنت ولا يوجد به وسائل تأمين كافية ، حيث ينجح المخترقون فى الوصول لهذه الصور وابتزاز الفتيات بالأموال الطائلة ، حتى لا ينشروا هذه الصور على مواقع التواصل الإجتماعي، ويستغلوا خوف الفتيات من الفضيحة لجمع أموال طائلة.
هذا الخطر الذى يحيط بنا وبفتياتنا ، جعل من الضرورة بمكان الانتباه لما يحدث حولنا، وضرورة تجنب الوقوع ضحية للمجرمين، من خلال عدم ترك تلك الأجهزة متصلة بالإنترنت طوال الـ24 ساعة ، لأن الأجهزة تكون آمنة فى حالة عدم اتصالها بالإنترنت، وضرورة وضع لاصق على الكاميرا الأمامية للأجهزة لعدم استخدامها فى تصوير مالكها حال اختراقها ، وضرورة الاهتمام بتنزيل برامج "آنتى فيرس" لتأمين الأجهزة ، ووضع كلمات سر طويلة ومعقدة من أرقام وحروف وعلامات لتأمين الأجهزة، وعدم الاحتفاظ بالبيانات الشخصية على تلك الأجهزة خشية استخدامها فى حالة الاختراق أو الفقد .
خطورة الأمر، تستوجب علينا متابعة المواقع التى يدخل عليها الأبناء لعدم الإيقاع بهم، وعدم الدخول على المواقع الإباحية والمجهولة، وعدم قبول الصدقات على مواقع التواصل الاجتماعى إلا من الأشخاص المعروفين.