ونحن على مشارف الإحتفال بالذكرى الخامسة لثورة الثلاثين من يونيو ، ذلك اليوم الفاصل فى حياة مصر و شعبها الذى خرج بالملايين ليعبر عن غضبه الكبير ويعلن بشراسة عن رفضه القاطع لتلك العصابة التى احتلت البلاد وامتلكت شعبها وأحكمت سيطرتها باسم الدين وتحت رايته لتبدل ملامحها وتطمث هويتها وتعبث بحدودها لصالح الحلفاء والموالين وأصحاب المصالح فى إطار الخطة المنظمة التى أطاح بها المصريين فى يومٍ خالد لقنوا به العدو درساً لن ينساه وسيذكره التاريخ فى صفحاته الهامة ما دامت الحياة الدنيا .
وإذ بالفشلة الخائنين لأوطانهم يصطادون كعادتهم بالماء العكر وينتهزون فرصة الأزمات الإقتصادية التى يتعرض لها المصريين فى ظل موجة الغلاء التى نالت من كل شئ بعد مضى الدولة فى خطوات عملية الإصلاح الإقتصادى ، فراحوا يطلقون عبر منابرهم المشبوهة وعلى رأسها "الجزيرة "الشعارات الخبيثة على اعتبار أنها نداءات ومطالب الشعب !
أقول لهؤلاء الخائنين ومن تبعهم من الغاوين : شعب مصر الذى خرج عن بكرة أبيه رافضاً لكم و لحكمكم ومن والاكم نقف جنباً إلى جنب بلادنا ونساند قيادتنا الوطنية المخلصة مهما ضاق بنا الحال وخرج بعضنا عن صمته ليشتكى ويعبر عن غضبه تجاه الظروف المادية التى نالت من الغنى قبل الفقير .
إذ أننا شعب اعتاد الصبر فى أوقات المحن والأزمات ، حتى إذا خرج بعضنا عن صمته فإنه يغضب غضب المحب العاتب المتعشم لا غضب الخبيث الكاره المتربص الذى بقلبه مرض وبنفسه غرض كما تعلمون !
فشعب مصر الذى ذاق نيرانكم وعاش فى ظلمات عامكم الأسود الذى خيم بظلاله الكئيبة الخافتة على مصر لن ينسى يوماً أنكم مجرد خونة أعداء لا يشغل بالكم أمر مصر ولا ناسها إلا لغرضٍ بأنفسكم تعلمونه ونعلمه جيداً .
وسيخرج الشعب ليحتفل سنوات و سنوات بيوم خلاصه من غزوكم وتخلصه من جماعتكم حتى فى أحلك وأصعب الظروف التى يمر بها والتى لا شأن لكم بها .
فمن تدخل فيما لا يعنيه سنلقنه درساً لن يرضيه .
كل عام ومصر وشعبها وقيادتها بخير وسلام وأمان .