ملفات عدة غاب ويغيب عنها نقيب الصحفيين الأستاذ عبد المحسن سلامة ، كان قطاع كبير من الزملاء يعتقد أنه سيكون له باع طويل في التعامل معها وإنجازها لصالح الجماعة الصحفية ، وعلي هذا الأساس منحوه أصواتهم في مواجهة النقيب السابق الأستاذ يحيي قلاش ، وهي ملفات تتعلق غالبا بالجانب الخدمي المطلوب والمنتظر من النقابة ، فضلا عما يرتبط بإدارة حوار مستمر مع مؤسسات الدولة المعنية حول المستوي المعيشي للصحفيين .
في بقية النقابات المهنية والعمالية أيضا كان هناك اهتمام وتحركات مستمرة لتحسين الأوضاع المعيشية لأعضائها ، وهو اهتمام لم ير الصحفيون منه شيئا من نقيبهم عبد المحسن سلامة ، ولم يشهدوا أية تحركات أو " أمارة " عليه ، علي الرغم من ارتفاع شكاوي الصحفيين من عدم قدرة مواردهم المالية الضعيفة علي مجابهة غلاء المعيشة ، وهي الشكاوي التي ترتفع حدتها ويزداد الجانب المأساوي منها ، حين تصدر من قطاع من الصحفيين العاملين بالصحف المتوقفة عن الصدور منذ سنوات لأسباب متعددة ومختلفة ، وخاصة الصحف الحزبية ، وأبرز مثال لها صحيفتا " الأحرار " و"العربي " .
ولأن البعض يري أن في الظروف العامة للدولة والتي تمر بها منذ عام 2011 ، ما يجعل يد النقيب تبدو قاصرة عن تقديم إنجاز فيما يتعلق بهذا القطاع من الصحفيين ، علي الرغم من وعوده لهم وقت الانتخابات ، إلا أن الأمر لا يمكن القبول بمبررات وأعذار له حين يرتبط بالحديث عن الدور الخدمي للنقابة ، وهو أحد الأدوار الأساسية للنقابات ، والذي لم يشهد أي تطوير في عهد سلامة ، وعلي العكس من ذلك تراجع عما كان في السابق ، فلم يشهد مشروع العلاج تحسنا ، ولم يزد مشروع التكافل مكسبا ، ولم يشهد الصحفيون أي جديد فيما يتعلق بالتدريب وتطوير أدواتهم المهنية ، علي الرغم من الحاجة الشديدة إلي دور للنقابة في هذا الشأن ، لرفع المستوي المهني لأعضائها .
لم يتبق من ولاية النقيب عبد المحسن سلامة الكثير وبالتأكيد سيكون أمامه الكثير من التحديات حال إقدامه علي طرح نفسه مجددا للمنصب ، ويظل أمامه من الآن أن يجيب عن التساؤلات التي تتداولها الجماعة الصحفية عن دور النقيب الغائب تماما ، وما إذا كان لديه الوقت أصلا لتلبية ولو القليل من طموحات أعضاء النقابة ، في جانب هو الحلقة التي يراها البعض الأضعف من أدوار النقابة ، وهو الجانب الخدمي .