الانتحار يبدو سهلاً فى بعض الأحيان، لأن هناك من يبررونه ويخلقون حبكات درامية حول كل حادثة انتحار لدرجة أن ضحاياها يصبحون أبطالا يرفعون راية النضال ضد الظلم فى العالم بالهروب منه والتخلص من حياتهم، هذه ليست شجاعة وهؤلاء ليسوا أبطالًا يُحتذَى بمسيرتهم، فالأبطال الحقيقيون هم من يتركون لنا قصص نجاح ممزوجة بالعرق والدم وسنوات الصمود، تساعدنا على تقبل قسوة الواقع والسعى لتغييره نحو الأفضل أو الحفاظ على ما استقر منه، لكن هؤلاء الذين يدشنون تفسيرات فلسفية ودراماتيكية لكل من يلقى بنفسه أمام المترو بغرض إثارة تعاطف ليس فى محله وإضفاء شرعية على اغتصاب البشر لقرار ليس من سلطتهم، هؤلاء الفلاسفة لا يقدمون خيرًا للبشرية وشبابها الذين يبحثون عن الأمل بينما نصدر لهم نحن بؤس المنتحرين وتعاسة الراحلين.