يعرف الجميع أن القراءة مفيدة، ويعرف أيضا أن الأدب له العديد من الفوائد المعنوية المذهلة، ويعرف أن حالة سمو الروح والأخلاق التى يخلقها الأدب أمر غاية فى الأهمية، ويعرف أن تربية الروح والعقل والقلب التى تصنعها القراءة غاية كل تربية، لكننا مع هذا لا نفعل أى شىء لتحويل معرفتنا هذه إلى فعل إيجابى، كما أننا لا نفعل أى شىء للاستفادة من معرفتنا هذه، ربما لأننا لم نقرأ بما فيه الكفاية.
فى الخارج يقرأون كثيرا ويعرفون كثيرا أيضا، لذلك يفعلون الأعاجيب لخلق حالة من الرواج للمعرفة والثقافة والحب الفن والشعر والمسرح والسينما، انظر معى فى سلسلة الموضوعات الشيقة التى بدأها زميلى وصديقى بلال رمضان فى «انفراد» بعنوان «مونديال الأدب، لتعرف أن هناك عشرات الأشياء التى يجب أن نفعلها لإنعاش الأدب والثقافة وليس من بينها مصمصة الشفاه، فقد أطلق بوابة «مونديال الأدب» موقع ثقافى برتغالى على هامش مباريات كأس العالم 2018، المقام فى روسيا، وعلى غرار جدول مباريات كأس العالم 2018، أتت المنافسة فى مونديال الأدب، وفقا لجدول مباريات المجموعات، 16 مباراة، بـ32 كاتبا يمثلون الدول المشاركة فى مباريات كأس العالم 2018، ولك أن تعلم أن مصر التى يمثلها «نجيب محفوظ» مازالت فى التصفيات النهائية فى مونديال الأدب مع «كبار العالم»، بينما مصر التى يمثلها «محمد صلاح» خرجت من كأس العالم الحقيقى دون نقطة واحدة.
منافسة شريفة يعتمد فيها الموقع على آراء حرة، لا تعترف بمنشطات تجعل الكهل صبيا، ولا رشاوى تحكيمية تجعل ضربة المهاجم للمدافع ضربة جزاء على المدافع.
منافسة شريفة، لا تتحكم فيها الإعلانات، ولا قواعد الفيفا، ولا شركات الدعاية، ولا الأموال القذرة، ولا مبدأ شيلنى وأشيلك، ومصر متقدمة براية نجيب محفوظ، ومصر حاضرة فى أذهان العالم، غائبة عن أذهان أبنائها.
هذه حيلة من آلاف الحيل التى يلجأ إليها العاملون فى الثقافة فى العالم من أجل أن تصبح الثقافة وجبة يومية حاضرة، من أجل دفع الناس إلى تعلم الأدب وإتقانه وعشقه، الناس أعداء ما يجهلون، والجهل حاكم ومتحكم، فلماذا لا يدس المسؤولون عن الثقافة العسل المعرفى فى سم الاعتياد والسمسرة والمراهنات؟ هدف نبيل وغاية محترمة، والمنافسة مشتعلة، وشكرا لصديقى بلال رمضان.