عن نفسى لم أتوقع هذا الاحتفاء الذى لقيه معرض «الكنوز الذهبية المصرية» فى موناكو، والذى تم افتتاحه منذ أيام قليلة، وحضر الافتتاح أمير موناكو ألبرت الثانى، وعدد من الشخصيات العامة، وحرص الإعلام الفرنسى والإيطالى على التواجد بقوة فى هذا الحدث الثقافى السياحى السياسى المهم.
بالطبع يعد هذا المعرض وأثره إجابة من الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، ومن الحكومة، على المعترضين على خروج الآثار المصرية للمعارض الخارجية، بدعوى أن هذه المعارض تعرض الآثار للخطر، وأنا أحترم رأيهم جدا وأتفهمه، وأتمنى أن يظلوا على رأيهم ولا يغيرونه، كما أتمنى أن يظل الدكتور خالد العنانى على رأيه فى أهمية خروج المعارض خارج مصر.
لا تناقض فيما أقوله، فبالنسبة لأصحاب الرأى المعترض، فإن وجودهم ضرورة ملحة، لأنهم يمثلون ضاغطا مهما على «الآثار» كى تتنبه فى كل مرة يخرج فيها أحد المعارض للخارج، فيأخذون حذرهم وتأميناتهم الواجبة، لأن المسؤولين فى الآثار سوف يعرفون أن هناك أعينا مفتوحة عليهم، لا تقل عنهم محبة وغيرة على آثار مصر، أما بالنسبة لموافقتى على الخروج فذلك لأننا نمر بظروف استثنائية، وهى بالطبع تحتاج حلولا خارج كل الصناديق التى عرفناها من قبل.
ويمكن القول، حتى الآن، بأن الأمور تسير على ما يرام وأن الصدى الذى تحققه المعارض الخارجية إيجابيا بشكل كبير، كما أن حرص القيادات والمسؤولين فى مصر على التواجد فى افتتاح هذه الفعاليات بالطبع يعطى الطرف الآخر، وأقصد الدول المستضيفة، صورة عن اهتمامنا الحقيقى بالآثار والتاريخ المصرى.
جانب آخر مهم، هو الاستفادة الحقيقية من المعارض الخارجية، وهنا يجب الحديث عن شيئين لا فارق بين أهميتهما، الأول هو الشأن السياحى، الذى يجب أن يحقق خطوات إيجابية فى هذا الشأن، فكل إنسان شغل نفسه بالذهاب إلى المعرض حتما فى داخله رغبة عارمة بالمجىء إلى الأصل ومشاهدة الآثار والتاريخ الذى وجدت عليه هذه الكنوز التى لا تقدر بثمن، وهنا يأتى واجب وزارة السياحة، فكيف لها أن تدفع هذا الإنسان المحب للآثار والمعرفة أن يأخذ الخطوة الأهم وهى المجىء إلى مصر، ولا أظن أن هذا الأمر صعب، لأن المتوقع أن المسؤولين فى السياحة دارسون ومتمكنون من عملهم الذى هو دعوة الآخرين لتمضية بعض وقتهم على هذه الأرض التاريخية المحملة بكل معانى الحضارة.
الأمر الثانى الذى يجب أن تحققه هذه المعارض الخارجية هى الشأن السياسى، والعلاقات الطيبة والقوية مع الدول التى تستضيف هذه المعارض، وإقامة تحالفات تنتج عنها منافع اقتصادية وثقافية متعددة.
المهم أن المعرض المقام حاليا فى موناكو بدأ بشكل جيد، ونحلم بأن يكمل مشواره مكللا بالنجاح ومحققا لكل أهدافه.