يسيطر على النظام الاقتصادى العالمى هذه الأيام هاجسان كبيران، الأول هو «الطلاق» المنتظر بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى، وبالفعل ازدحمت مفاوضات هذا الانفصال بالزلات السخيفة، بدأت بالتشكيك فى نزاهة الدعوة للانفصال، وانتهت باستقالة 3 وزراء، وبوادر أزمة سياسية، والهاجس الثانى هو «الحرب التجارية» التى يسمع العالم ضجيجها بين عملاقى اقتصاد العالم، الولايات االمتحدة والصين، وهنا أيضًا أوروبا حاضرة بقوة كحليف محتمل للصين، وعدو مؤكد لأنصار الخروج البريطانى السريع من الاتحاد، ويغلب الرأى فى مصر على عدم تأثرها بهذه التطورات، وتلك كذبة واهية أو تفاؤل مبالغ فيه، لأن القارة العجوز أمام تحولات اقتصادية قاسية ستتبعها إعادة تشكيل لخريطة التحالفات السياسية، وسيبدأ الأوروبيون فى تحصين اقتصادياتهم بعيدًا عن صراعات الأفيال، وتلك فرصة سانحة للاقتصادات الناشئة لتفرض نفسها على رقعة أكبر فى خريطة المصالح.. فهل نحن جاهزون لهذه التغييرات؟