أيًا كانت التفاصيل التى ستكتشفها جهات البحث والتحقيق فى قضية الأطفال الثلاثة، الذين عُثر عليهم مقتولين فى منطقة المريوطية بالجيزة، أتوقع أنها ستكون تفاصيل مرعبة لكل شخص لديه ذرة من الإنسانية، لكن أكثرها إرعابًا سيكون السيناريو القائل بأن هؤلاء الأطفال كانوا نزلاء فى إحدى دور الأيتام. ولا يصح أن ننتظر ثبوت هذا التوقع لكى نتحرك، ونفتش فى هذه الدور، بحثًا عن مخالفات ترقى لمرتبة الكوارث، وبعض دور الأيتام بالفعل لديها نوايا طيبة، وتفعل الخير بدافع إنسانى، وعلى الطرف الآخر بعضها يسعى فقط للربح المادى، ويمارس فى سبيل هذا الربح ما يندى له جبين البشرية، ومازالوا يمارسون نشاطهم بسبب ضعف الرقابة والتردد فى محاسبتهم، خوفًا على سمعة العمل الخيرى، وعدم وجود أماكن كافية عند وزارة التضامن أو دور الأيتام النزيهة، وللإنصاف، ليس القلق محله الفضول فى معرفة حقيقة الجريمة، لأننا نثق فى قدرة أجهزة الأمن على كشفها، لكن ما سنفعله بعدها سيحدد إذا كنا مازلنا نقلق من أجل احترام الروح البشرية وقدسيتها أم لا.