شهد الدكتور مصطفى مدبولى، أمس، الافتتاح التجريبى لنفق الجيزة، وقد انتهت شركة المقاولون العرب من الأعمال بأحد اتجاهات مشروع نفق النهضة بالجيزة بطول 550 مترا، حيث يشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق بإجمالى طول 1700 متر وعرض 7 أمتار، وهو عبارة عن نفق بطول 850 مترًا للقادم من ميدان الجلاء ومتجها إلى ميدان الجيزة، ونفق بطول 550 مترًا للقادم من ميدان الجيزة ومتجها إلى الدقى، ونفق بطول 300 متر للقادم من ميدان الجلاء ومتجها إلى جامعة القاهرة، وباعتبارى من سكان الجيزة وأحد الذين تجرعوا يوميا مرارة المرور على تلك المنطقة فإنى لا أبالغ إذا قلت إن سكان هذه المحافظة تنفسوا الصعداء أخيرا بهذا الافتتاح التجريبى، وإن خبر الانتهاء من كل مراحل المشروع آخر هذا العام يعد من أهم الأخبار التى قد يطالعها سكان هذه المحافظة التى تشهد تكدسا سكانيا غير مسبوق خاصة فى مناطق الجيزة والدقى وشارع مراد والمنيل.
ينتمى هذا المشروع إلى نوعية المشروعات الخدمية التى تستهدف تسهيل الخدمة المرورية على المواطنين، وفى الحقيقة فإنى أعتبر هذه المشروعات من أهم المشروعات وأكثرها نفعا وجدوى، فلا فائدة من أى إصلاحات إن لم يشعر المواطن بها، ولا فائدة من الكثير من المشروعات التى قد تدخل فى باب الترفيه من دون أن نفتح الباب على مصراعيه لمشروعات تنمية وتطوير البنية التحتية، فمشروع كهذا لن يسهم فى تسهيل حركة المرور فحسب، بل سيسهم فى إنعاش المنطقة وتطويرها وتنميتها، كما سيسهم فى رفع كفاءة الشوارع والمنشآت المحيطة، كما سيسهم فى زيادة القيمة التسويقية للعقارات المحيطة أيضا، وسيسهم فى تجميل الطريق المؤدى إلى كورنيش النيل، وسيسهم فى تسهيل تنشيط السياحة القادمة من منطقة الأهرام حتى منطقة وسط البلد التى تحتوى على المتحف المصرى ومتحف الفن الإسلامى ومتحف المنيل والعديد من المنشآت الأثرية الإسلامية.
كل هذا العائد من مشروع تطويرى واحد، والشكر هنا واجب لجميع من شارك فى هذا المشروع الذى نتمنى أن نرى أمثاله فى كل البقاع المصرية، فشكرا للمقاولون العرب، والجهاز المركزى للتعمير وجهاز تعمير القاهرة الكبرى ومحافظة الجيزة وإدارة مرور الجيزة ومديرية أمن الجيزة، وكل من أسهم وشارك وتفاعل إيجابيا لإتمام هذا المشروع والشكر أيضا لسكان الجيزة الذين تحملوا الحياة فى السابق دون نفق، وتحملوا الاختناق والعطلة والانتظار الطويل فى الإشارات أثناء عمله، لكن على أى حال فإن هذا الأمر يخبرنا ببلاغة ملموسة بأن الراحة لا تأتى إلا بعد التعب، وأن البناء عادة يثقل كاهلنا بالأعباء والتكاليف، وهى ضريبة يتحملها أصحاب الوعى والإرادة فحسب.