هل شاهدت الصور التى بثتها وزارة الخارجية الإسرائيلية لتلاميذ فى نيجيريا منحتهم أجهزة لوحية عليها علم دولة الاحتلال؟ قبل أن تتهم نيجيريا بالخيانة، أعلم جيدًا أن تلك الصور ليست سوى حلقة صغيرة فى سلسلة الاختراق الإسرائيلى للعمق الأفريقى الذى سيظل امتدادًا مهماً للأمن القومى العربى، سبقتها زيارات لبنيامين نتنياهو إلى عدة دول أفريقية خلال العام الماضى كان هدفها ضمان الدعم الأفريقى-أو تحييده على الأقل- فى المؤسسات الدولية التى يهرع إليها العرب للشكوى ضد ممارسات الاحتلال، وها هى أسوأ كوابيسنا تتحقق بينما نحن مشغولون بالامتعاض من الدول الأفريقية التى تستقبل المسؤولين الإسرائيليين فقضيتنا ليست قضيتهم ولا تتقاطع مع أيديولوجياتهم أو مصالحهم، بينما الاتجاه الصحيح أن يعيد العرب النظر فى خططهم لحماية أمنهم القومى، فالقارة السمراء ليس شأنًا مصريًا فقط ينحصر فى سد النهضة ووقف تسلل الإرهابيين، لكن خريطة التحالفات الجديدة فى العالم تفرض موازين جديدة لا تتجاهل ما نعتبرها دولًا بعيدة عن الحدود والمصالح، فوحدها إسرائيل ستظل عدوًا أبديًا حتى لو أظهرت خلاف ذلك.