أعلن أحمد الزند وزير العدل، اعتذاره عن الخطأ فى حق الرسول الكريم، صلى الله على حضرته، على عدد من الفضائيات، معتبراً أن التعبير "خانه"، متمنياً من الله ورسوله وكل المسلمين أن يقبلوا اعتذاره عن تعبيره المجازى، والأدهى أنه بعد دقائق عاد ليؤكد بأن الرسول سيقبل اعتذاره مثل ما عفا عن الكفار فى مكة، فهل يجوز أن يكون الكفار وزراء عدل حتى ولو فى "حكومة قريش" ؟
الان ليس بمستغرب ما قاله وزير العدل، ولا هو بمستجد على المصريين، وإن رجعنا إلى الخلف سنجد أن قاضى من قضاة مصر، من أجدادى وأجدادك وجد "الزند"، هو من حكم على سيدنا يوسف بالسجن، إرضاء للملك "عزيز مصر"، على الرغم من ظهور كل الأدلة والبراهين التى تثبت براءة الصديق يوسف، إلا أنه أصدر حكمه بالسجن "محاباة ومجاملة لهواه"، مصداقاً لقوله تعالى " ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ".
الإعتذار لم ولن يكون كافياً أبداً، ولا بد من إقالة الوزير أولاً، ثم محاكمة عادلة وعلنية، وإن كان الإعتذار كافياً لدى الدولة التى لم تحرك ساكناً أو الحكومة التى تجاهلت الأمر برمته، وكذلك القضاة الذين اكتفوا بالصمت والمشاهدة، وكذلك مجلس النواب الذى لم يجرؤ أعضائه على استجواب الوزير فلماذا لا يتم إخلاء سبيل المتهمين بازدراء الأديان؟
إسلام بحيرى المتهم بسب البخارى، وأطفال المنيا الخمسة، المحبوسين لتصويرهم فيديو 28 ثانية، أساءوا فيه إلى الأذان بصورة ساخرة، مستعدون لتقديم اعتذار علنى مكتوب فى بيان رسمى ويظهروا فى الفضائيات، على أن يتم إخلاء سبيلهم، ونفس الحال بالنسبة لفاطمة ناعوت، التى تُحاكم بنفس التهمة، وعلينا إلغاء تهمة إزدراء الأديان نهائياً.
الوزير السابق أهان "ابن الزبال" وأقالته الحكومة بعد دقائق قليلة، أما الزند فقد أهان أشرف خلق الله، ولم تلتفت الحكومة من الأساس لقوله، وقبلت إعتذاره من قبل أن يفكر حتى فى الاعتذار، وعلينا أن نتنظر جميعاً حكم محكمة العدل الإلهية، المكتوب على أبوابها "لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون" وأيضا ً " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا".
أما نحن فقط أظهرنا جميعنا التقصير فى حق الرسول الكريم ولم نحرك ساكناً قولاً أو فعلاً أو بأضعف الإيمان بقلوبنا، ولكن الله سبحانه وتعالى كفى رسوله، وحده هو من سيحكم على الزند وغيره، سبحانه كافيه وكفايته من الدنيا أجمعها، مصدقاً لقوله تعالى " إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ" صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم وأنا على ذلك من الشاهدين.