لا أبالغ إذا قلت إن مصر على موعد مع أهم القوانين التى تسهم فى ارتقائها ونموها وإسعاد شعبها، وهذا القانون بلا شك هو قانون التأمين الصحى الجديد الذى أعتبره أهم وأكبر إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى وأكثرها نفعا للمواطن العادى، فالمواطن العادى ربما لا يشعر بما يتم الآن من عمليات تطوير وإنشاء شبكات البنية التحتية، وربما يستعجل مكاسب الإصلاح الاقتصادى، وربما لا يشعر بفوائد ما يتم إنشاؤه من مدن جديدة وضخ استثمارات بمئات المليارات فى تطوير مصر وبنائها، لكنه سيشعر بلا شك بما أنجزه النظام الحالى إذا ذهب إلى مستشفى ووجد تشخيصا سليما لمرضه، ثم وجد علاجا مناسبا لحالته، وهو ما نأمل أن يتوفر فى ظل قانون التأمين الصحى الجديد.
هنا أعيد وأطالب بما طالبت به سابقا من أهمية ضم خدمة توفير حضانات للأطفال المبتسرين وحديثى الولادة ضمن أول مراحل تطبيق هذا المشروع، فتوفير الحضانات ليس بالأمر المعجز وليس أمرا بالغ التكلفة مثل بعض الخدمات الأخرى، لكنه أمر فى غاية الأهمية والحيوية والخطورة فى آن، كما أن الرسالة السياسية التى تصل إلى الناس عبر تقديم هذه الخدمة بالغة الأثر، فمعنى أن تعلن الدولة كفالتها توفير حضانات للأطفال المبتسرين ناقصى النمو هو أنها تهتم بالمواطن المصرى منذ اليوم الأول لوجوده فى الدنيا، وأنها تهتم بالمستقبل منذ لحظة تكوينه، كما أن أثر تقديم هذه الخدمة على الآباء والأمهات سيكون أمرا بالغ الأثر، فنحن نعمل من أجل أبنائنا، ونشقى من أجل أبنائنا ونسهر من أجل أبنائنا، وحينما نجد أن الحكومة تتكفل برعاية هؤلاء الأبناء أو على الأقل تشاركنا فى هذه الرعاية، فهذا يعنى أننا صرنا فعلا مواطنين صالحين فى بلد صالح، ولسنا «أنفار» فى كيان عشوائى لا يهتم بأحد.
المعلن عن هذا القانون أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أمر بإطلاق مرحلته الأولى، وأن هذا المشروع يتضمن عدة خطوات وإجراءات تمهيدية على فترات وجدول زمنى محدد، يشمل: القضاء على قوائم الانتظار للمرضى بالجراحات والتدخلات الطبية الحرجة خلال فترة 6 أشهر، وإطلاق مشروع تطوير المستشفيات النموذجية بإجمالى 47 مستشفى بجميع محافظات مصر والتابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الجامعية، وتوفير المخزون الاستراتيجى من ألبان الأطفال والأمصال واللقاحات، والمسح والعلاج الشامل لفيرس سى، بإجمالى 45 مليون مواطن مصرى بالاشتراك مع كبرى الشركات الدوائية، وذلك خلال عامين، كما يتضمن المشروع الانتهاء من تجهيز وميكنة محافظة بورسعيد من حيث الإنشاءات والتجهيزات وإعداد القوى البشرية وحصر وتسجيل المنتفعين خلال عام، على أن يتم البدء فى التطبيق تباعا فى باقى محافظات المرحلة الأولى التى تشمل محافظات: السويس، الإسماعيلية، شمال وجنوب سيناء.
كل هذه الإجراءات على قدر كبير من الأهمية والحتمية، وليس لدى تعليق يذكر عليها، رجائى الوحيد هو أن تضم الدولة إلى هذه المرحلة كفالتها لتوفير حضانات الأطفال، فليس هناك ما هو أضعف من طفل رضيع، فما بالك إن كان هذا الطفل الرضيع مريضا أو ناقص النمو؟