نعم ولكن.. الثانوية والجامعة فوق السبعين

ماذا يفعل من تخطى الثانوية العامة بنسبة نجاح 50% فى الجامعة على أية حال؟ مع الاحترام لشخصه طبعا. السؤال ينبغى أن يوجهه الشخص الى نفسه أولا، قبلما توجهه الدولة الى نفسها. ماذا يفعل من تخطى الثانوية العامة - بدرجات الرأفة - فى الجامعة ؟ وماذا نتوقع منه ؟ وهل هذا هو المسار التعليمى الذى ينبعى لهذا الشخص أن يواصله ؟ أم هو فى الطريق الخطأ وينبغى عليه أن يتوقف وأن يفكر وأن يقرر لنفسه طريقا آخر لحياته التى يريدها سعيدة ويريديها المجتمع والدولة أن تكون حياة سعيدة أيضا ؟ فحياة الفرد تمثل الجزء من حياة المجتمع ، والكل يتكون من الجزء . فكل جزء سعيد وناجح قد يعنى مجتمعا ناجحا ، وكل جزء تعيس وفاشل قد يعنى مجتمعا تعيسا متعثرا . كيف نقف ونصفق لمن ينجح بنسبة 50% وبنسب أقل من 70% فى الثانوية العامة ونقيم له الحفلات ونقدم اليه الجامعات ؟ ماذا نريد نحن ؟ هذا هو السؤال ؟ هل نريد أن نكون اقوياء وسعداء وناجحين ؟ أم نريد أن نعيش حالة انفصام لا تعترف بالواقع وتصر على الاحتفال بما لا يحتفل به واضاعة الوقت والجهد فوقه وحوله ، ليكون وحيدا فى منطقة غريبة فى مستقبل حياته المهنية . فلا أحد يعيش لأحد . هل الفخر والسعادة والحب للوظيفة أم للشخص الذى يعنينا أم لكلام الناس ورأى الجيران ؟ هل الحب والتقدير للحقيقة أم للوهم والضعف ؟ هل يستطيع صاحب التحصيل الضعيف فى الثانوية العامة أن يكون صاحب تحصيل أفضل فى الجامعة ويتخرج فيها شخصا بارعا مفيدا ؟ أم أنه قد يواصل التحصيل الضعيف أو المتعثر ويظل مضغوطا متوترا ، بينما يمكن أن يكون فى مكان آخر أو موقع أخر يفيد فيه ويكون فيه أكثر انتاجا وارتياحا ؟ ان الحياة كد وتعب ، ولم ولن تكون أبدا الا لمن يعملون كثيرا ويتحرون أسباب الاجادة والتفوق والتطوير . ولن يستطيع من لم يهتم بتحصيل أن ينال ما يناله المجدون الساهرون العاملون على النجاح المضحون بوقتهم وطاقاتهم وأذهانهم فى سبيل الرقى والرفعة . ولا سبيل الى الاحتفاء بالمجد وغير المجد على حد سواء ، مع الاحترام للناس جميعا . لقد حان الوقت لنخطو الى الأمام خطوة هامة ، ولنوضح ملمحا هامة على طريق التعليم . وهذا الملمح يتعلق بمن يلتحق بالثانوية ومن يلتحق بالجامعة . فاذا كان الانتقال من عام دراسى الى عام دراسى يتم بمجرد النجاح ، ولو كان بنسبة 50% ، فلا يعقل أن يكون الانتقال الى الثانوية العامة بنسبة نجاح تقل عن 70% ، لتكون الثانوية مرحلة فارقة فى التعليم يقرر عندها الطالب – بناء عى قدراته وميوله الخاصة – مساره التعليمى ، وتتخفف الثانوية العامة ممن لا يقدرون على متطلباتها ولا يريدونها ولا يعبأون بها ، وتتاح فرص أكبر وأفضل لتعليم أجود فى الثانوية العامة . كما ينبغى ويلزم أن يكون الالتحاق بالدراسة الجامعية – بصفة عامة - بنسبة نجاح مشروطة أيضا ولا تقل عن 70% ، لتتوفر فرص أفضل لطلبة الجامعة فى دراسة جيدة ، وتصان هيبة الجامعة وهيبة الدرجة العلمية ، ويحق لخريج الجامعة أن يفتخر بدرجته وأن يجد عملا فى تخصصه وبمقابل مادى حقيقى . حفظ الله مصر دولة مدنية تتساوى فيها الحقوق والواحبات ، وحفظ رئيسها ووفقه الى الخير .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;