لا أعرف لماذا عندما أشاهد «زميم» على الشاشة أتذكر مشهد محمد سعد والفنان القدير لطفى لبيب فى فيلم «كركر» عندما ذهب بابنه له فى العيادة، وقال لبيب جملته الشهيرة «ابنك مجنون يا عم الحاج».
بحثت فى الشخصية بعد أن شاهدت هذا المشهد لأعرف العلاقة بين هذا المشهد و«زميم».
الأنانية هو المصطلح الذى يصف الشخص الذى يركز على نفسه والمعجب بنفسه بشكل كبير جدا.
أما كلمة «النرجسية» فتأتى من أسطورة فى الأساطير اليونانية التى تحكى قصة شاب وسيم يدعى نركيسوس، والذى رأى انعكاس صورته فى بركة ماء ووقع فى حب نفسه.
وصف علماء وباحثو علم النفس اضطراب الشخصية النرجسية بأنه اضطراب واحد من بين مجموعة من الأمراض التى تسمى اضطرابات الشخصية الدراماتيكية، فالأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات يكونون مهيمنين، يبدون عدم الاستقرار العاطفى والصورة الذاتية لديهم تكون مشوهة.
ويتميز اضطراب الشخصية النرجسية بالمحبة غير الطبيعية للذات، الشعور المبالغ فيه بالتفوق والأهمية والانشغال كثيرا بالنجاح والقوة. يجدر الذكر أن رؤية الشخص الذى يعانى من الأنانية واضطراب الشخصية النرجسية لنفسه لا تعكس بشكل صحيح ثقته الذاتية، وإنما فى الواقع تخفى شعورا عميقا من انعدام الثقة واحترام الذات الهش والمتدنى.
أما السبب الدقيق لاضطراب الشخصية النرجسية فغير معروف، ومع ذلك العديد من المهنيين فى مجال الصحة النفسية يعتقدون أن اضطراب الشخصية النرجسية ينجم عن سلوك متطرف من قبل الوالدين تجاه الطفل أثناء مرحلة نموه على سبيل المثال، هذا الاضطراب قد يتطور نتيجة للتدليل المفرط من قبل الوالدين خاصة الأم، أو عندما يكون والدا الطفل بحاجة لأن يكون ناجحا ومتميزا، من أجل ضمان شعور احترام الذات لديهم أنفسهم.
عموما الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية قد يتعاطون كميات كبيرة من المخدرات أو الكحول كوسيلة للتعامل مع الأعراض لديهم.
نعرفها نحن العرب بالأنانية وهى آفة ذميمة، صاحبها صاحب نفس صغيرة، ذو عيون عمياء لا يرى إلا نفسه، أهدافه تخدم منفعته الخاصة فقط حتى لو كانت على حساب من هو أولى منه، فهو يفقد عنصر التضحية، تفكيره محصور على ذاته، وقليل بل نادرا ما يفكر فى غيره، وإذا أخذ التفكير حيزاً لمصلحة غيره تبرر له تلك النفس الصغيرة أفعاله وتصرفاته فيردد «أنا أولى»، «نفسى نفسى»، وغير ذلك من شعارات أهل تلك الفئة.
وما يؤكده علم النفس أن الإنسان الأنانى يحب أن يستحوذ على الأعمال المهمة، ومجالات الظهور العامة، بل يسعى لإلغاء الآخرين ويسفه آراءهم، ويحقر أعمالهم، يفرض رأيه، يحب القيادة، ويضع العقبات أمامهم، ويصل به الحد إلى الانتقام والهدم ومنكمش وقاصر محكوم لشهواته ولذائذه.
لم تتوقف الأنانية عند حب الاستحواذ على الأشياء وحسب، إنما للشخص الأنانى مواصفات أخرى كالرغبة فى السيطرة وفرض الرأى والحاجة الدائمة لتحقيق المكاسب حتى إذا كان ذلك على حساب الآخرين، وتعد هذه السمات هى السبب فى ابتعاد الناس عن التعامل معه.
ومن هذه المقدمة نستطيع أن نستنتج ما يفعله «تميم» وما فعلته به «موزة» سلوك الأمير القطرى وسياساته المتناقضة التى تصل إلى إلحاق الضرر بمصالح دول الجوار والشعوب العربية تستدعى ذهابه العيادة النفسية.
الدكتور أحمد جمال أبوالعزايم، أستاذ علم النفس ورئيس الاتحاد العالمى لعلم النفس السابق، يؤكد أن شخصية أمير قطر تميم بن حمد تحتاج إلى دراسة عميقة تشمل مراحل عمره وطفولته، ومما لا شك فيه أنه من الشخصيات المندفعة وأساليب الإدارة لديه قبلية ويرفض النقاش والمعارضة، كما أن تبنيه لفكر الإخوان والجماعات المتطرفة قد أكسبه ثقافة كره المجتمع وجعل منه شخصية عنيفة وتتبع نهج «الأحكمية» وهو الذى يتخذ من حكم الله ذريعة لحكم بلا معارضة، وكأنه خليفة الله فى الأرض، مشيرًا إلى أن هذا الفكر يجعل صاحبه شديد العداء للآخرين.
الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، يؤكد أن الارتباك الذى يظهر على أمير الإرهاب، خلال خطابه، يشير إلى الازدواجية التى تسيطر عليه، فهو يعانى من أزمة ووضع داخلى خانق، وفى نفس الوقت يريد أن يظهر ليقول عكس ذلك، أيضا خوف تميم على السلطة، وخاصة أنه أمر وراثى متبع فى العائلة صاحبة التاريخ الطويل فى الانقلابات الداخلية؛ جعله يبدو فى الخطاب بالشكل الذى ظهر به، ومشكلة تميم أن إمارة قطر صغيرة جدا، فهى كانت جزءا من البحرين وهو ما يجعله دائما لديه إحساس أنها ممكن أن تؤخذ منه.
نحن الآن بصدد شخص يدعم الإرهاب فى كل مكان بالعالم، بوكو حرام فى نيجيريا وأنصار الشريعة فى سوريا والإخوان فى مصر والحوثيين فى اليمن وداعش فى كل من العراق وليبيا.
نعم «ابنك مجنون يا عم الحاج» من يفعل كل ذلك لديه عقدة نقص، إن والدته هى الزوجة الثانية لأبية المنقلب على جده ولابد أن يكون تسبب ذلك فى اضطراب نفسى لديه، خاصة أن دويلته هى جزء مقتطع من الدولة المجاورة لها «البحرين».
قصة موزة بنت ناصر مسند المعارض الكبير السابق، أنها كانت فى الـ18 من عمرها عندما تزوجت ولى العهد آنذاك، حمد بن خليفة، ولم يكن هذا الزواج نتاج قصة حب رومانسية، بل كان نتاجا لصفقة سياسية لتسوية الخلافات بين والدها والنظام وتأثير «موزة» على «زميمها» كبير وهى السبب فى عدم تحمله المسؤولية، فمنذ فترة طويلة تتداول أنباء حول وجود صراعات داخل قصر «الوجبة» بالدوحة، بين زوجات أمير قطر تميم بن حمد الـ3، ووالدته الشيخة موزة، اللاتى يردن الإطاحة بالأخيرة من فوق كرسى «السيدة الأولى»، وقلب السحر على الساحر وإعادة التاريخ مرة أخرى، حتى إن الأخبار بدأت تتداول عند حليفتهم إسرائيل فنشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، تقريرا عن الشيخة موزة، ووصفتها بأنها «أقوى امرأة فى العالم العربى» بسبب النفوذ الواسع الذى تملكه فى إدارة شؤون قطر.
وأكد أن والدة أمير قطر الحالى، هى التى تدير فعليا شؤون البلاد من داخل الكواليس، وهى التى أهدت ابنها حكم الإمارة.
وطوال فترة زواجها بحمد، سعت من أجل الانتقام لوالدها، وحرضت زوجها عام 1995 للانقلاب على والده، وبالفعل تحقق لها ما أرادت، وليس ذلك فحسب، فبعد ذلك بسنوات تمكنت من الوصول بابنها تميم إلى كرسى الإمارة، على الرغم من أن شقيقه الأكبر مشعل، كان الأحق بتولى مقاليد الحكم بعد أبيه.
نعم «ابنك مجنون يا عم الحاج» ولازم يتعالج.