هل تغيرنا؟
هل تغيرت أولويتنا فى الحياة؟
هل تغير ذوقنا واستحساننا أو عدم استحساننا لأشياء معينة؟
الإجابة "نعم"
لاحظت أننا نتغير مع مرور الوقت (لا أتحدث عن تغيير فى قيمنا أو مبادئنا أو معتقداتنا أو أخلاقيتنا ولكننى أتحدث عن التغير على مستوى أبسط)، التغيير فى ذوقنا وما يروق لنا، فمثلا قد يتغير ذوقنا فى الموسيقى، فأتذكر عندما كنت فى سن صغيرة كانت لا تروق لى أغانى أم كلثوم وفيروز، ورويداً رويداً ومع مرور الوقت بدأت أستمتع بأغانيهما، الكلمات والألحان وكل تفاصيلهما.
تغير مفهومى للإجازة، فعندما كنت فى سن أصغر كانت الإجازة الصاخبة المليئة بالحركة والتنقل هى الإجازة النموذجية، ولكن مع مرور الوقت ومع ضغوط الحياة الصاخبة بدأ تغير مفهوم الإجازة فى كونها مزيجاً من الصخب والضجيج وكذلك الهدوء والاسترخاء.
ولاحظت تغير ذوقى حتى فى أبسط الأشياء، ألوان وأكلات لم تكن مفضلة لى وأصبحت تروق لى.
نعم تغيرنا،
تغير حكمنا على الأشخاص
تغير تحليلنا للمواقف أو حتى الجمل التى كانت تمر علينا مرور الكرام
تغير ربطنا للأحداث.
تغيرت أولويتنا فى الحياة. واكتشفت أن الجملة التى دائما ترددها أمى "أهم حاجة فى الدنيا الصحة والستر وراحة البال"، هى فعلا أهم الأشياء فى الوجود وأضيف إليها سلامة عائلتى وأن يحيطنى الله بقلوب جميلة صافية تحبنى بصدق.
نعم أدركنا أن الوضوح هائل ولكنه ليس مطلوبا، أصبحنا نستشعر الكذب والنفاق.
للأسف أدركنا أن الابتسامة ليست دائماً صافية وأن الكلمة قد تحمل عشرات المعانى الخفية.
نعم تغيرت أشياء كثيرة ولكن الأشياء الجوهرية فينا لم تتغير (الحمد لله) لأنها تتعلق بالمبادئ والحمد لها تم غرسها فينا، سواء من قبل الأسرة أو تربية الراهبات الصارمة، تلك المبادئ التى تتعلق بالصواب والخطأ والتى زرعت فينا وتربينا عليها منذ نعومة أظافرنا.
ويبقى السؤال، هل سنتغير مجددا؟
أعتقد أن الإجابة نعم، فدروس الحياة لا تنضب.