كلنا محتاجون لفرامل ونحن فى غمار الحياة، وخاصة حينما تزدحم الطرق وتتعدد المحاور وتتنوع قدرات ومواصفات السيارات التى نقودها وعندما تختلف مهارات السائقين من حولنا.
أولاً: فرامل اللسان، فشهوة الكلام والتصريحات أخطر أنواع الشهوات. لأننا لو حسبنا موجة تصريحات بعض المسؤولين، إما أننا بلد انهار تماماً أو بلد حقق معجزات غير مسبوقة، وفى الحالتين النتيجة خطيرة، فالأولى تثبط الهمم والثانية ترفع التوقعات بما يفوق القدرة على التلبية.
ثانياً: فرامل الاستهلاك.. بأية أمارة نجد فى يد الفقير قبل الغنى جهازى موبايل من أحدث الماركات فكم تكلفنا استيرادها.. بأية أمارة السائق والفقير يدخن يومياً ما لا يقل عن «علبتين سجاير»، ناهيك عن المستوردة لدى بعض الشرائح. وفى بعض البيوت سيارات بعدد أفراد الأسرة إن لم يكن يزيد، فكم يكلفنا الاستيراد؟ بأية أمارة إهدارنا المجنون للمياه شرباً ورياً وتنظيفاً للمرافق؟ فالماء كما هو شريان حياة يمكن أن يكون سكتة قلبية لأمننا المائى.
ثالثاً: فرامل الإنجاب.. يا ربى.. ولد وبنت وأعانى من تكلفتهما، لكى أستثمر فيهما تعليمًا وصحة ومعيشة فى مقابل 7 أو 8 أولاد وبنات وتشكو ضيق ذات اليد والمعاناة فى المعيشة.. إننى لا أستطيع أن أحصر مظاهر عدم وجود فرامل أو تآكلها.. ودعونى أكن صريحًا، كثيرًا ما ننافق الرأى العام فى أغلب الأحيان وننافق المسؤولين فى بعض الأحيان حينما لا نطالبهم بإمساك الفرامل.
فاتورة الإفراط غالية والغريب أننا ندعى أننا نعمل لمستقبل أولادنا، أى مستقبل إذا سلمناهم السيارة وهى بدون فرامل؟! النتيجة إما أن يلقوا بالسيارة فى عرض الطريق أو يلقوا بأنفسهم خارج السيارة حفاظاً على أرواحهم وتركها تصطدم بمن تبقى فيها أو من كانوا لسوء الحظ سائرين على الطريق.
أختتم بقولى الكارثة أننا نلوم ونهاجم من يدعونا لإمساك الفرامل.