حينما سألت الكاتب الصحفى الراحل الدكتور محمد السيد سعيد عن أسباب تراجع دور السينما فى مجتمعنا، رد قائلاً: «اهتمامى بالسينما محصور فى أنى أشاهدها، لكن الأهم من ذلك دعم نضال المبدعين السنيمائيين لإنهاض صناعة السينما والإبداع السينمائى فى مصر».
من هنا نستطيع تحديد عوامل كيفية مواجهة تدهور السينما ووصولها لمنحدر خطير بعد تفشى ظاهرة أفلام البلطجة، كما وصفتها سابقا، فى كل الأماكن ومحاصرتها لأبنائنا عبر وسائل التطور التكنولوجى.
من وجهة نظرى، أن بداية الأزمة هنا أيضا ترتبط بتراجع أعداد الطبقة الوسطى فى مجتمعنا، خصوصا أننا تحولنا إلى طبقتين تقريبا، الأولى: «طبقة الأثرياء» وهم فى كثير من الأحيان لا يشاهدون سينما المثقفين، إلا فيما ندر، لأن معظمها توجه لهم سهام الاتهامات وتصورهم بأنهم يسرقون أموال الغلابة، والثانية: «طبقة الفقراء» وهم يستهدفون دخول السينما من أجل الترفيه فقط لا غير مما يجعلهم يتعرضون لأسوأ شىء فى التاريخ وهو التقليد الأعمى لأبطال هذه الأفلام.
إذن نحن أمام مسؤولية كبيرة يجب أن يشارك فيها كل أطراف المجتمع من أجل وضع خطة جيدة لتطوير المضمون السينمائى قبل طرحه فى الأسواق، والأمر ليس متعلقاً بحرية التعبير والرأى كما سيتحدث البعض، فنحن نواجه هجمة تستهدف تدمير مستقبل أولادنا.
الأجدى هنا لصناع السينما السعى وراء إنتاج قصص وبطولات حروب مصر عبر التاريخ، لأن شهداء الجيش والشرطة يحتاجون أكثر من عمل سينمائى، وهذه الأعمال مهمة لأن هذه الفترة ذات قيمة تاريخية يلجأ إليها الناس الآن مقابل بعض القيم الأخرى التى لا يشعرون بها، وذلك بجانب البحث عن قصص اجتماعية مفيدة.
الخلاصة: «يجب أن تكون هناك وقفة حاسمة من صناع السينما لإنقاذها من الانقراض».