الآلاف من الأطفال يقفون وسط طابور طويل بلا نهاية فى نفس الموعد سنويًا، وينتظر كل واحد تحقيق أولى خطوات أحلامه مع عالم الساحرة المستديرة بخوض اختبارات الأندية، من ثم الالتحاق بصفوف الناشئين، وأغلب هؤلاء الأطفال يأتون من الريف، ويعيشون نفس الظروف بداية من النشأة فى أسرة بسيطة وصولًا إلى رغبتهم فى تحقيق النجاح باحتراف كرة القدم، واضعين نصب أعينهم تجربة محمد صلاح لاعب منتخبنا الوطنى المحترف فى ليفربول الإنجليزى، وكنت قد وجهت عدة رسائل للأسر المصرية خلال مقالات سابقة مفادها عدم إجبار أبنائهم للممارسة من أجل البحث عن الثراء السريع دون النظر إلى رغبة الطفل نفسه فى تحديد مستقبله.
للأسف الشديد الأهالى والأطفال يجدون أنفسهم فى نهاية المطاف سقطوا فى وهم كبير، خصوصاً أنه بعد كل هذه المتاعب، يرون حلمهم مع حلم ابنهم يذهب أدراج الرياح، فبعد أن كان يحلم الطفل طوال الليل بقدوم النهار من أجل الذهاب إلى النادى الذى يعشقه، سواء الأهلى أو الزمالك أو أى نادٍ آخر، يستيقظ بعدها على أكبر مقلب، لأنه لم يستطع إثبات ذاته نظرًا لضيق الوقت بسبب كثرة المتقدمين للاختبارات وغياب الأعين الخبيرة فى كل قطاعات الناشئين بالأندية لاصطياد المواهب الحقيقية بعيدًا عن المجاملات والواسطة.
هنا يجب تحذير الأهالى من السماسرة الذين يبيعون الوهم لأسر الأطفال بأنهم يستطيعون تحقيق أحلامهم بإلحاق ابنهم فى النادى الفلانى مقابل الحصول على مبالغ مادية ضخمة، وفى النهاية يجدون أنفسهم تعرضوا للنصب.. للحديث بقية عن أسباب فشل الأندية فى إفراز مواهب جديدة للكرة المصرية.