يحدث فى أفريقيا اليوم كثير من التناقضات، أكثرها تفاؤلًا أن تحالفات جديدة يجرى صناعتها على حطام الصراعات القديمة، إثيوبيا تنهى خصاما استمر لسنوات مع إريتريا، والصومال رغم معاناته يعيد بناء علاقاته مع دول الحوار بعدما شعر باتساع الفجوة بينه وبين جذوره العربية المنشغلة بربيعها الضائع، ويبدو أن هذا هو الجانب المشرق فى أحوال هذه القارة غامضة المصير، التناقضات الأخرى تنحصر فى التعاسة التى مازالت تطاردها رغم كل التوقعات بالنهوض منذ أن غادرها الاستعمار تاركًا خلفه ميراث ثقيل من الأطماع تتكفل بها القبلية والفقر، ونحن كعرب لا نستطيع إسداء النصائح لهؤلاء الذين ابتعدنا عنهم كل هذه السنوات، وطالما بقيت جماعة مظلمة مثل «بوكو حرام» المنتسبة ظلمًا للإسلام، وهى تقتل الأبرياء كل يوم وتختطف الفتيات القصر، وتلك الصورة المؤسفة لديهم عن العرب تترسخ أكثر بفعل تدخلات الاستعمار القديم بالمنح والقواعد العسكرية، فأى مستقبل ينتظر القارة السمراء فى وجود كل هذه التناقضات؟