رغم أن صناعة الرسوم المتحركة بصفة عامة أصبحت متطورة جدًا، خاصة مع وجود برامج الجرافيك التى سهلت كثيرًا على صانعى الرسوم المتحركة، إلا أننا لا نجد من يحاول النهوض بهذه الأفكار لمنافسة أفلام الكارتون الغربية، والتصدى لمحاولات قتل أطفالنا الصغار بـ«التصوير البطىء»، كما يقولون، خصوصًا أن نوعية الأفلام التى يشاهدونها أغلبها ذات طابع عنيف، وهو ما يؤثر بطبيعة الحال على سلوك الطفل، لاسيما أنه يكون خلال هذه المرحلة مادة «خصبة» لاستقبال أية إشارات خارجية قد تقوده إلى السكة الخطأ فى مشوار بناء مستقبله.
هنا يأتى السؤال الأهم: لماذا لا تفكر الجهات الإنتاجية فى صناعة أفلام كارتون تستهدف تعليم الأطفال المبادئ والقدرة على الخيال والإبداع؟
بالتأكيد، التمويل هو المشكلة التى تقف عائقاً أمام صناعة أفلام الكرتون، بالإضافة إلى عدم اهتمام قطاع الإنتاج العربى بها وصعوبة تسويقها، مما قد يؤدى إلى خسائر إذا لم تنجح الشخصية وتغطى تكاليف إنتاجها، مثلها مثل أى عمل فنى آخر، والدليل على ذلك أن حجم ما تم إنتاجه فى مجال الرسوم المتحركة منذ بداية ظهور هذا الفن فى أوائل الستينيات ضعيف جدًا، مما يوضح ندرة الإنتاج فى هذا المجال الذى خلت ساحته تقريباً من هذا الفن باستثناء إنتاج قليل برز على يد المخرجة الراحلة د. منى أبو النصر، وكانت شخصية بكار التى برعت فى تكوينها تسيطر على وجدان أطفالنا الذين كانوا يحرصون على تقليده.. للحديث بقية.