- الوزير واستعارة التلاميذ والطوابير
تطوير التعليم ليس مدارس وفصولا فقط لكنه معلم وتلميذ ومناهج، والأهم هو الوصول إلى مطابقة السلوك للخطاب. وقبل أيام كان التفاؤل بزيارة الرئيس لليابان واتفاقية شراكة يتم بموجبها إرسال مبعوثين للتعرف على التجربة التعليمية وتمصيرها، ونفس الأمر مع كوريا الجنوبية. تصور البعض أن وزارة التربية والتعليم سوف تبدأ فى دراسة التجربتين اليابانية والكورية، لكن حادثين وقعا فى أسبوع واحد، كشفا عن تصورات مختلفة لدى بعض قيادات التعليم ممن يفكرون خارج الصندوق بشكل يهدد بهدم الصندوق، بطريقة غير مسبوقة تقوم على لوغاريتمات اللعب والاستعارات الطلابية.
فقد قرر وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالى الشربينى، زيارة بعض المدارس بمحافظة بورسعيد يوم السبت وهو يوم إجازة لكثير من المدارس لكن مديرية التربية والتعليم ببورسعيد تفتق ذهن قياداتها عن حيلة فريدة، حيث استدعوا ما تيسر من تلاميذ المدارس، واستعاروا تلاميذ من المدارس الشغالة ليقوموا بدور التلاميذ. وكان يمكنهم إخبار الوزير أن «النهاردة إجازة».
المفارقة أن الوزير كان يضع حجر أساس لمدرسة كبيرة بتمويل ومنحة من اليابان ضمن مشروع تطوير التعليم على مساحة 20 ألف متر وتفقد مدرسة «أحمد زويل الثانوية الصناعية» التى تم تطويرها بمساعدة كورية. وكلها أغراض سامية لم تكن تحتاج استدعاء أو استعارة تلاميذ ليسبوا حرجا للوزير أمام الرأى العام.
الحركة الأخرى جرت الثلاثاء، ذهب الوزير إلى الفيوم لغرض شريف تعليمى وتربوى لافتتاح مدرسة تكلفت 4.5 مليون جنيه وتطوير فصول وإنفاق أموال. الوزير تأخر فى الطريق، إدارة المدرسة والإدارة التعليمة بالفيوم جمدوا طابور الصباح لأكثر من ساعة، وقت بدل الضائع انتظارا للوزير، وطبعا التلاميذ وقفوا وضجوا.
لا تبرير لسلوك مسؤولى التربية والتعليم فى بورسعيد أو الفيوم فى استعارة تلاميذ أو تأخير طابور، وهى سلوكيات تتنافى مع السلوك القويم وتقلل من صورة قيادات التعليم بمواجهة الوزير، وإذا كان المسؤولون قدموا عملا جيدا يفترض أن يقدموا قدوة، لم يكن عليهم الكذب، ولن يحدث شىء لو قالوا للوزير أن اليوم أجازة، واذا جاء موعد انتهاء الطابور يصعد التلاميذ للفصول. أما الفهلوة فهى لا تتناسب مع التربية والتعليم ولا العلوم والصحة وتقلل من الجهد وتصور المسؤول أنه يعمل للمسؤول وليس من أجل التعليم والتربية.
لأن استعادة هيبة التعليم والمعلمين والقيادات أهم من اختلاق وقائع تمثيلية، غير مطلوبة ولا مرغوبة. وتصب فى خانة الفهلوة وتخرج عن نطاق التربية والتعليم.