بعدما أبدعنا فى اختراع النكات، كنا سنفرح أكثر لو كان عندنا كل يوم ألف مخترع فى المجالات العلمية الحقيقية الأخرى لنتخلص من كوابيس عديدة تطاردنا فى حياتنا اليومية نتاجًا لاستحسان الجهل واحتقار العلم، غير أن سوء الحظ أخرج لنا المئات منهم على شاشات التليفزيون وفى محافل التكريم دون أن نعرف حقًا هل هم مخترعون أم محترفون فى الخداع. هنا لا يتعلق الأمر بالتمويل المخصص للبحث العلمى فى مصر، لأن الأموال لا تصنع الضمائر اليقظة، الإرادة المخلصة والرقابة المنضبطة هى التى تمنع كل نصاب بضمير فاسد من الترويج أو الاحتفاء باختراعات فاشلة بعضها حقيقى لكن مكانه فى سلة المهملات أو خانة التجارب الخاطئة، فالنظرية تقول إن المناخ المناسب هو الذى يحفز على كثرة الاختراعات وليس العكس. نحن نعترف بتعثرنا فى هذا المضمار، وتلك بداية صحيحة لمعرفة ما نحتاجه، أما البقية فهى مجرد نكتة سخيفة لا علاقة لها بالعلم.