لماذا ننشغل على مواقع السوشيال ميديا بالتفاهات والنميمة والشائعات ولا نلتفت للإنجازات والنجاحات المتحققة؟ سؤال دائما ما يخطر على بالى كلما رأيت أو وصلتنى أخبار ومعلومات عن مشروعات كبرى تتحقق بأيد مصرية وتسهم فى توفير فرص العمل ودعم الاقتصاد وفتح آفاق تنموية جديدة، دائما تُواجَه هذه المشروعات الكبرى بالصمت المريب على السوشيال ميديا وكأنها تتحقق فى بلد آخر، أو تتلقفها الأذهان والنفوس الملوثة لتبدأ حملات تشكيك فيما يتم تنفيذه، إما بالتهوين من شأنها أو تكذيب الواقع المتحقق أصلا واعتباره فوتوشوب، المهم أن تفسد هذه النفوس الملوثة فرحة المصريين وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل، وتصدير الإحباط واليأس إليهم.
انظروا معى إلى مشروعات هضبة الجلالة بمنطقة العين السخنة التى تستهدف خلق مجتمع تنموى حضارى جديد فى قلب منطقة صحراوية بديعة ولكن غير مستغلة، يتضمن خدمات سكنية وتجارية وتعليمية وسياحية تجعل من المنطقة محورا للجذب العمرانى لمحيطها كله الذى يربط بين الزعفرانة وحتى السويس والعين السخنة، وتشارك بها أكثر من 100 شركة مصرية وطنية وأكثر من 10 مكاتب استشارية هندسية تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، توفر أكثر من 150 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
البداية من الصفر فى منطقة صحراوية جبلية شديدة الوعورة وربطها بالحيز العمرانى البعيد عنها وخلق مجتمعات جديدة حولها بمحيط 200 كيلو متر مربع فى جميع الاتجاهات، مسألة تستحق فعلا الاهتمام والدعم والتحية لكل من فكر وخطط وأسهم فى هذا المشروع المتعدد، بل والفخر به أيضا، فلأول مرة يخطو بلدنا خطوات استباقية لمنع وجود العشوائيات بالبحث عن حلول عمرانية والبدء فيها فورا.
نعلم أننا لا نعيش إلا على %6 فقط من الوادى والدلتا، وأن الإدارات السابقة لم تستهدف حل هذه المشكلة جذريا باقتحام الصحراء وخلق مجتمعات جديدة تسمح باستيعاب التمدد السكانى والمجتمعى، وتركنا الأمور حتى أصبحت جميع المدن المصرية القديمة محاصرة بالعشوائيات كما تركنا أجود الأراضى الزراعية التى شكلت الحضارة المصرية نهبا للتمدد العمرانى التلقائى، فتحولت الرقعة الزراعية إلى غابات من المساكن القبيحة، وحدث لدينا العجز الغذائى فى معظم المحاصيل التى كنا نصدر فائض احتياجنا منها فى السابق.
مشروع جبل الجلالة المتكامل يقوم على دمج الاحتياجات التعليمية والصحية بالتطوير السياحى مع إنشاء الطرق الجديدة التى تسهل عملية الدمج مع المجتمعات العمرانية القديمة، وذلك بهدف فتح آفاق جديدة للنمو المجتمعى والزيادة السكانية وتلبية التطلعات والاحتياجات للأجيال الجديدة فى محافظات القناة ومنطقة خليج السويس، والمشروع يبدأ بطريق حر بطول 82 كيلومترا فى قلب الجبال ليحل مشكلة طريق العين السخنة الزعفرانة الساحلى، وهو الطريق الوحيد فى تلك المنطقة السياحية والصناعية، ولكنه ضيق وفردى فى اتجاهين وملىء بالمنحنيات الخطرة، مما يتسبب فى كثير من الحوادث يوميا.
يخدم الطريق منطقة هضبة الجلالة بكاملها على مساحة 17 ألف فدان بما تتضمنه من مشروعات حالية ومستقبلية، ومنها مدينة طبية عالمية ومركز للمؤتمرات والمعارض وجامعة حديثة متطورة تحمل اسم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتضم كل التخصصات العلمية والتكنولوجية التى يحتاجها المجتمع المصرى، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية الكبرى ومصنع إنتاج الأسمدة الفوسفاتية بطاقة مليون طن سنويا، ومدينة سياحية عالمية على مساحة ألف فدان لكل المستويات، من حيث تكامل كل العناصر السياحية من فنادق وفيلات وشاليهات وملاه مائية وأنشطة ترفيهية وتجارية.
ولا يسعنا إلا أن نطالب بتنظيم رحلات للكتاب والفنانين وطلاب المدارس لهذا المشروع العملاق وغيره من المشروعات، حتى يصبح إنجاز هذه المشروعات جزءا من الذاكرة الجماعية للناس، يكتب عنها المبدعون ويرسمها الفنانون وتحكى عنها الأجيال المقبلة.