تحتاج كثافات الطلاب فى الفصول بالمدارس المصرية إلى نظرة جادة تتجاوز الجانب الاقتصادى والإمكانيات المادية، فمن الجائز أن تكون تلك الكثافات ثغرة كبيرة يفسد منها نظام التعليم الجديد، ولك أن تتصور 50 طالبًا فى الفصل الواحد بمدارس اللغات لو همس كل واحد منهم لانتهت الحصة قبل أن يفتح المدرس فمه، ماذا يحدث إذن فى المدارس العادية التى ترتفع فيها الكثافات إلى أكثر من هذا العدد، ماذا لو أراد المدرس أن يفتح نقاشًا مع طلابه حول موضوع الدرس، أم أننا ارتضينا بالتلقين والدروس الخصوصية كبدائل مريحة عن تلك الأسئلة المحرجة؟ ومادامت الإمكانات الحكومية لا تسعف فى إنشاء مدارس جديدة، أتصور أن تتخلص وزارة التعليم من الخجل والروتين، وتطلق دعوة لوقف خيرى يموله رجال الأعمال لبناء مدارس فى المناطق ذات الكثافة العالية، وكثير منهم لن يمانع، لأنهم يوجهون أموالا كثيرة لفعل الخير، والتعليم فى هذه الحالة سيكون رأس الخير وعماده.