لم أتعجب مطلقا، من مواقف هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم المالكين الحصريين للحق والعدل والفضيلة، واختطاف شعارات 25 يناير، حيال الكيل بمليون مكيال للحدث أو الواقعة الواحدة المتشابهة، وأدركت مبكرا أن هؤلاء لا تحركهم نوازع المصلحة العامة، بقدر ما تحركهم نوازع المصالح الشخصية، وافتقادهم لأبسط قواعد «شرف الخصومة»..!!
وما تعرضت له مؤخرا، زادنى قناعة أضعافا مضعفة بأنى كنت على حق، وأن موقفى من اتحاد ملاك يناير، الذى يضم إخوانا وحركات فوضوية ونشطاء سياسيين وحقوقيين، كان عين الصواب، كما رأى معظم المصريين، بأم أعينهم، ازدواجية المعايير، لهؤلاء وامتلاكهم مئات المكاييل، يكيلون بها حسب الأهواء، والخصومة السياسية، وليس تأسيسا على الحق والعدل، والضمير والقيم الأخلاقية والوطنية..!!
وطبيب الأسنان، الذى فر من مهنة الطب فرار الفئران المذعورة، علاء الأسوانى، خرج مرتديا ثوب الفضيلة، فهاجمنى بقسوة، وأنصف من توافقت أفكاره معه، واتخذ من «الدويتشه فيله» موقف العداء.
وبعيدا عن انحيازات علاء الأسوانى ورفاقه من اتحاد ملاك يناير، ضدى ومع خصومى، فهو حر فى ذلك، لكن أن يركب قطار المزايدات، ويرتدى ثوب الفضيلة، فهنا لنا معه وقفة، ومع كل رفاقه..!!
علاء الأسوانى، أخر واحد فى مصر، بل وفى الوطن العربى كله، يتحدث عن الفضيلة، والدليل روايته الجديدة «جمهورية كأن» التى استخدم فيها عبارات ومفردات ومصطلحات «جنسية» فجة»، يستحى الزوج أن يرددها أمام زوجته فى غرفة النوم، ولا يمكن حتى أن يرددها زبائن شقق الدعارة.
واضح أن علاء الأسوانى، أفلس سياسيا، عقب فشله فى قيادة اتحاد ملاك يناير للمتاجرة بالحراك الثورى سياسيا وإعلاميا، وجنى ثمار المال والشهرة، فلجأ إلى العودة لحالة الجدل حوله، من خلال اللجوء لما يسمى «أدب غرف النوم وشقق الدعارة» وهو الأدب الذى تستخدم فيه مفردات ومصطلحات أفلام البورنو، وحاول طرح هذه الرواية فى مصر، إلا أن جميع دور النشر رفضت، فطرحها فى لبنان.
ومن المعلوم بالضرورة أن علاء الأسوانى، خاوٍ فكريا، وقدراته الإبداعية محدودة للغاية، فلجأ إلى الاقتباس، والسطو على فكر الغير، ومنها سطوه على رواية والده «عمارة يعقوبيان» مع وضع بصمته القبيحة، بالإشارة إلى «الشذوذ»، وحقق من وراء هذه الرواية مكاسب مادية ضخمة، بعد أن تلقفتها دور النشر الإسرائيلية، وترجمتها للعبرية.
استمرأ علاء الأسوانى فكرة حصد الأموال، فقرر تكرار الأمر فى رواية «نادى السيارات» التى تلقفتها إسرائيل أيضا وترجمتها للعبرية، فى يناير الماضى، فقرر طرح روايته الجديدة «جمهورية كأن» والتى أطلق قلمه لتدشين كل مصطلحات البورنو، والإساءة لرجال القوات المسلحة، ما يستوجب محاكمته فورا!!
هذا النوع من «أدب» قلة «الأدب»، لا يمكن وضعه فى خانة الإبداع، لأن هناك فرقا شاسعا بين حرية الرأى وحرية التعبير، حرية الرأى، أنت حر فيما تفكر وتعتقد وترى، ولكن عندما تعبر عن هذه الأفكار والرؤى، أصبح التعبير محل نقاش ويخضع للقانون إذا تعارض مع القيم الأخلاقية والوطنية للمجتمع، ماذا وإلا فلا نعاتب أو نلوم أفكار عاصم عبدالماجد، ووجدى غنيم، وسلمان رشدى مؤلف رواية «آيات شيطانية»، وغيرها من الروايات والكتب التى تم منع تداولها عندما لاقت سخطا واعتراضا وغضبا شعبيا.
لا يمكن توصيف رواية «جمهورية كأن» إبداعا، ومطلوب من المواطن المصرى بشكل خاص، والعربى بشكل عام، أن يقرأ مصطلحات ومفردات تصف الأعضاء التناسلية بمسمياتها المتداولة فى شقق الدعارة، ونسأل الدكتور علاء الأسوانى: طالما تدافع عن الفضيلة- الدفاع عن هذه القيمة العظيمة أمرا وجوبيا- لماذا تكتب رواية يستحى الزوج أن يقرأها أمام زوجته..؟! وإذا كانت هناك ازدواجية معايير فى الخصومة السياسية، فلا يمكن أن نسقط هذه الازدواجية على القيم الأخلاقية، فهى لا تقبل القسمة مطلقا، لأنها رقم صحيح فى ذاتها..!!
ومن يردد أن الإبداع لا تحكمه قوانين دينية أو أخلاقية، نقول له، إن جوهر ثقافتك قائم على احترم ثقافة الآخرين، ولا تفرض رأيك، أو تسير عكس ثقافة وعادات وتقاليد المجتمع، والصدام معه، ومحاولة محو هويته، فإذا كنت تريد ألا تصوم شهر رمضان، فعليك أن تحترم من يصومه، فلا تدخن أمامه أو تأكل أو تشرب، أو تُسخف من عقيدته وأحد أركانها الرئيسية، الصوم.
لا يمكن أن يصل بِنَا الحال أن نسمح بتدوين ما يحدث فى غرف النوم، وما يدور فى شقق الدعارة، فى كتب وروايات وأفلام، ونطلق عليه إبداعا، ثم نخرج على الملأ متدثرين بعباءة الفضيلة والقيم الأخلاقية، فكيف تنهى عن فعل وتأتى بمثله، أو كما قال المولى عز وجل فى سورة البقرة: «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم».. صدق الله العظيم
تبقى ملاحظة جوهرية، أن علاء الأسوانى، وفى مقدمة روايته «الجنسية الفجة» كتب إهداء لزوجته، وذكر اسمها، وأبنائه الأربعة، وذكر أسماءهم، من بينهم فتاتان، فهل يعقل أن يدون أسماء أسرته على مثل هذه الروايات الجنسية الحقيرة.. أين حمرة الخجل يا سادة؟!
ولك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر..!!