لم يعد التنمر مجرد مصطلح نخبوى أو موضة حقوقية مثل كثير من القضايا التى يدعمها العالم المتقدم، بعدما تجاوز المشاكل الحياتية الكبرى التى نعانى منها نحن حاليًا، وتكفيك نظرة عميقة ومتأنية لتكتشف أن التنمر ربما يكون سببًا لبعض الانحرافات الاجتماعية الخطيرة فى المجتمع المصرى بوصفه تمردًا على القواعد قبل أن يكون فسادًا سلوكيًا، فأنت حين تشجع طفلك على استرجاع حقه بيده أو تمدح سخريته من الآخرين، لا تنتظر منه حينما يكبر احترامًا للقوانين، وسيثق فى ذراعه أكثر، وأيضًا ستكون السخرية هى أكبر أسلحته للتقليل من نجاح الآخرين وتبرير فشله، وقد اكتفينا من الاستهتار بالنصائح السلوكية تحت شعار أنه لا يوجد مجتمع مثالى، ونرجو أن نربى أبناءنا على احترام القوانين وشخصية الآخر وخصوصيته، حتى لو على حساب رغبتنا فى التفاخر والضحك.