دعكم من العام الدراسى الجديد ومصاريفه والقلق من النظام التعليمى الجديد، ودعكم من المشاكل وسوء الخدمة فى المستشفيات الحكومية، خصوصا فى المحافظات، فما يجرى فى الولايات المتحدة الأمريكية من أهوال وطرائف ينسينا أى مشاكل تواجهنا، وتدعونا إلى تأمل قدرة الله فى خلقه.
رئيس أكبر بلد فى العالم يتبهدل ويتمسح به الأرض من معارضيه، الذين تكالبوا عليه بعد انتشار التسريبات حول علاقاته الجنسية مع ممثلات إباحيات ونساء استغفر الله العظيم، وبعد مطاردة المحقق المستقل روبرت مولر له ولمساعديه بمجموعة من التهم تودى فى ستين داهية، وأصبح دونالد ترامب بين ليلة وضحاها الهدف المفضل لدور النشر الكبرى، وكل دار منها تستعين بكاتب أو صحفى أو سياسى شهير وتختار له مجموعة من المساعدين لإنجاز كتاب يطعن فى سمعة الرئيس ويجيب دماغه الأرض، من أول علاقته بالروس واستعانته بهم للانتصار على غريمته هيلارى كلينتون فى الانتخابات وحتى أدق تفاصيل علاقاته النسائية.
الست ستورمى دانيالز أحدث اللاعبين اللى طالعين فى المقدر جديد، ويبدو أن شركة «سانت مارتنز برس»، التابعة لـدار ماكميلان للنشر عكمتها كويس ووفرت لها أفضل الكتاب والمحررين لتركب الموجة هى كمان بكتاب جديد عن ترامب، لأ ومش أى كتاب، ده كتاب قصص ومناظر عن العلاقة الكاملة مع عم ترامب وإيه بالتفصيل الممل وتصوير بالفيمتو ثانية من أول ما عزمها على العشا فى البرج اللى يحمل اسمه فى نيويورك لغاية آخر مرة قابلها فيها، أكلوا إيه وشربوا إيه وإزاى قضوا الدقايق والثوانى من غير إزعاج.
الست ستورمى دانيالز قررت خطف أنظار العالم أجمع وليس فقط مواطنى بلدها أمريكا، كل الناس مستنية كتابها «كل حاجة»، أيوه كتابها عنوانه كده وفيه كده وكده وكده وصورتها عليه منورة، ومن الواضح إن ستورمى هتكون اسم على مسمى، مش لترامب بس، ولا لجلسات النميمة بين نواب الكونجرس وكبار السياسيين فى الخمسين ولاية، لأ دى هتبقى العاصفة اللى هتهز أمريكا والعالم، أقوى من إعصار فلورنس اللى ضرب ولايات الساحل الشرقى وأعنف من إعصار مانكوت فى الفلبين.
ستورمى دانيالز قررت تحل محل أطلس يا رجالة، صحيح القدماء كانوا يعتقدون أن أطلس شايل السما على أكتافه، لكن الست ستورمى فعلا شايلة الأرض- خلينا نقول على راسها وزاعقة- وكتابها مش بعيد يتسبب فى هروب ميلانيا من البيت الأبيض وطلبها الطلاق من ترامب، وممكن إيفانكا وجوزها يتبروا منه ويعلنوا إنهم بيدينوا التصرفات المشينة وغير المنضبطة، إذا أخدنا فى الاعتبار طموح الست إيفانكا إنها تترشح للرئاسة فى الانتخابات الجاية أو اللى بعدها.
كل ده كوم، واللى بتعمله الدولة العميقة فى ترامب كوم تانى، الأمور وصلت لإعلان انقلاب داخلى على الراجل من كبار المساعدين فى البيت الأبيض والإدارة، وإن كانوا بيلايموها علنى عشان ميسيبوش فرصة للراجل يستخدم حقوقه الدستورية ويطيح بيهم، ومن ساعة ما نشرت نيويورك تايمز المقال المجهول إياه عن فريق إعاقة الرئيس المنقلبين عليه، وترامب بيلف حوالين نفسه يا عينى وبيهدد خصومه الديمقراطيين وحتى أعضاء حزبه الجمهورى إنهم لو مشوا فى إجراءات عزله هيترشح فى انتخابات 2020 وهينجح غصب عنهم.
الغريب يا أخى، إن أمريكا رغم كل اللى بيحصل فيها والخلاط الداير حوالين ترامب والكوارث اللى بتضرب فيها طول السنة، مازالت قاعدة ومربعة على قمة العالم فى كل شىء، ولسه لغاية الآن بلد الأحلام بالنسبة لأغلبية سكان كوكب الأرض المسكين، يكونش هو ده الإعجاز العلمى، مؤكد هو، لو مكانش ده الإعجاز العلمى أمال يبقى إيه؟!