فى كل دول العالم، تحتل المقاهى أجزاء معينة من الرصيف، لكنها ليست فى مستوى الوقاحة التى نشاهدها عندنا تحت دعوى «سيبوهم ياكلو عيش»، لا أحد يمكنه أن يتعدى على حرم الطريق أو الرصيف بمثل هذه الكثافة والتبجح الذى يصل لوضع حواجر تنبه المارة أنه غير مسموح لهم المرور فى تلك المنطقة، ولا يحق لك كمواطن أن ترفض ما اتفق عليه أصحاب المقاهى وموظفو الحى، ولو شكوت فستأتى حملة لتزيل الإشغالات وهى تعرف جيدًا أن المخالفات ستعود لسيرتها الأولى بعد قليل، وهذا تزاوج مقدس بين الفساد والقبح، لأن الأمر لا يتعلق فقط بحق المشاة فى رصيف آمن، إنما يمتد للصورة الذهنية البائسة عن شوارع مصر وعشوائيتها عند كل من يزور هذا البلد، وهو يتوقع أنه سيجد ما يليق بأكبر بلد سياحى فى الشرق الأوسط، أو كان هكذا.